على حين غرة ومع انشغال العالم بكوفيد 19 «الكورونا» اقتحم بيل غيتس صاحب ومؤسس شركة مايكروسوفت الميدان البيولوجي وانهال بتصاريح وأحاديث وتحذيرات وأقوال ضربت عميقًا في علم البيولوجي وتحث تصاريحه المتخصصين في دراسة الفيروسات وتحوراتها وتحولاتها بما صرح به كواحدٍ من أهم المتخصصين والدارسين والباحثين في مراكز ومستشفيات العالم والجامعات العريقة في هذا التخصص الدقيق.
وبطبيعة الحال تسابقت وتنافست وسائل إعلام الغرب من صحفٍ وتلفزيون ومنصات على متابعة وإعادة نشر وترويج تصاريحه عن الكورونا في حملة بدت ولا شك في ذلك مدفوعة الأجر المضاعف، فالرجل مليادير كبير ومكاتب إعلانه تدفع بلا حساب لإرضاء نزوته الطارئة وأهدافه المخفية والمسكوت عنها والمضمرة، وكما نقول في مثلنا الشعبي «الذيب ما يهرول عبث».
وبيل غيتس الذي لم يكتفِ بالهرولة في ميدان الكورونا بل راح يجري بأقصى سرعته موزعًا التصاريح والتحذيرات والتنبيهات والإرشادات ذات اليمين وذات الشمال ووسائل إعلام الغرب في تراجع الإعلانات مع الجائحة وجدت ضالتها في نشر وتوزيع وإعادة بث كل شاردةٍ وواردة عنه تتعلق بالكورونا وتحوراتها وتحولاتها.
ايلون ماسك، المليادير الآخر المشهور قال فيما معناه «بيل غيتس ليس فوق مستوى الشبهات»، وكان يُعلق على بيانات أعمال غيتس الخيرية التي شكك في أرقامها وأهدافها، ولم يعلق غيتس على ما نشره ماسك بحقه!!
والروس في حربهم على أوكرانيا أعلنوا عبر وسائل الإعلام المختلفة معلوماتٍ وأخبارًا عن مراكز بيولوجية خطيرة إقامتها شركات أمريكية بعلم واشنطن الرسمية وكان أحد أسماء المساهمين والداعمين والممولين لهذه المراكز هو بيل غيتس حسب المصادر الروسية التي ذكرت اسمه بين مجموعة أخرى انشأت تلك المراكز لصناعة تهدد البشرية بالفيروسات والأوبئة الفتاكة.
لا نريد هنا أن نتهم او نصدر أحكامًا قطعية باتةً لكننا نريد أن نفهم، فالفهم قبل الحكم مهم وضروري، ونريد أن نفهم سر اندفاع بيل غيتس صاحب شركات الحواسيب والبرمجيات إلى ميدان الأوبئة والفيروسات والحديث عنها بتفاصيل دقيقة لا يعلمها إلا الخبراء والمتخصصون، فالرجل يفتي علميًا وصحيًا ويدخل على كل خطٍ بيلوجي دقيق ويتكلم بثقة العالم العارف، فهو وإن خفف روع العالم من جدري القرود لكنه «خوف» العالم وروعة عندما «بشر» بفيروس فتاك سيفتك بالعالم خلال 20 عامًا، أو بظهور «سلاح إرهاب بيولوجي من صنع الانسان»، كما قال في تصريح نقلته عنه العديد من الصحف الغربية والأمريكية.
واللافت أن منظمة الصحة العالمية المعنية مباشرةً بالتعليق أو الرد أو التوضيح تجاه تصريحاتٍ مثيرة من مليادير بحجم بيل غيتس قادر على التأثير العام التزمت الصمت المطبق وتوارى مديرها العام من الرد على تصريحات غيتس مطلقًا له العنان للاستمرار في تصريحات تنقلها عنه جميع وسائل الإعلام الغربية والأمريكية على مدار الساعة.
وبغض النظر عن التحفظات على منظمة الصحة العالمية واسلوب عملها وما قاله وما اتخذه الرئيس الأمريكي السابق ترمب من قرار بوقف دفع الاشتراك في المنظمة، فإن هذه المنظمة وبكل ما تمثله يتوجب عليها التعليق أو على الأقل التوضيح سلبًا أو ايجابًا.
حقيقةً إن الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها جعلت العالم يُعيد النظر في مسلماتٍ كثيرة ويشك في أشياء كثيرة ويتوجس الريبة من أسماء وبلدان وعواصم رفعت شعارات سقطت في وحل الحرب.