يلقي هذا العدد من ملحق الأيام ميديا بعض الضوء على الإعلام الاجتماعي بدول الخليج العربي في وقت وصل فيه مستخدمو فيسبوك في هذه الدول إلى أكثر من عشرة ملايين، مقابل سبعة ملايين مستخدم لتويتر، وهو عدد وصفه خبراء بالكبير جدا على مستوى العالم.
بعض من هؤلاء المستخدمين يترك خلفه أثرا إيجابيا على الشبكة عبر طرح أفكار نقدية بناءة، لكن هناك أيضا من ينشر أفكارا هدَّامة ويتلطى غالبا خلف حسابات وهمية.
المسؤولون في الخليج العربي أدركوا مبكرا مدى تأثير شبكات مثل تويتر وفيسبوك على الأمن والاستقرار، وجرت اجتماعات عديدة لاستمزاج الأفكار والتجارب والوصول إلى أفضل أساليب الحد من الأثر السلبي لتلك الشبكات.
لكن دولا مثل الصين مثلا ذهبت أبعد من ذلك وبنت لنفسها شبكات اجتماعية خاصة بها مثل شبكة «ويبو» أو ما يسمى بـ «تويتر الصيني» والذي وصل عدد المسجلين فيه بحسب آخر الإحصاءات إلى 300 مليون مستخدم، كما أوعزت سلطات بيجين إلى إطلاق محرك بحث بديل عن غوغل وياهو وبينج فكان لها محرك «بايدو».
ويبدو أن القضية هنا تتعدى الأمور الأمنية إلى مسائل ضرورة الحفاظ على الثقافة والهوية، حتى أن اليابان مثلا طوَّرت «وسوما» لوجوه ضاحكة مستمدة من الثقافة اليابانية يتبادلها مستخدمو الشبكات الاجتماعية وبرامج سكايب وغيرها هناك عوضا عن الوسوم التي نعرفها ونتبادلها نحن العرب وباقي الأمم المستهلكة للتكنولوجيا.
بكل الأحوال علينا أن نعترف أن فرض رقابة صارمة على الشبكات الاجتماعية ومحاولات تقييد الوصول للانترنت غير فعالة ومثيرة لسخط المستخدمين، والحل باعتقادي هو الشفافية وإطلاق مبادرات شبابية سواء على أرض الواقع كمنتدى الشباب الخليجي الذي تستضيفه البحرين هذه الأيام أو على الشبكات الاجتماعية نفسها لتعزيز الوعي والانتماء والمواطنة وتكريس القواسم المشتركة بين أفراد المجتمع.