عندما نتحدث عن رياضتنا بشكل عام، فإننا لابد وأن نتوقف كثيراً لنطلق العنان الى أنفسنا ونتساءل، هل اليوم رياضتنا تسير في خطى متماشية مع عمر الزمن الذي نعيشه، بالطبع الإجابة ستكون بكلمة (لا) فمن ينظر الى ما وصل له غيرنا « وأعني هنا دول الجوار» سوف يكتشف بأننا ما زلنا نحبو وإذا تقدمنا كثيراً فإننا في بداية مرحلة المشي. الرياضة البحرينية وليس كرة القدم استطاعت تحقيق الكثير من البطولات والإنجازات، ولكن هل حققنا ذلك لصلابة الارض أم لأننا نمتلك خامات من الموارد البشرية التي لا يستطيع أحد في مجابهتها، نعم العنصر البشري البحريني هو كلمة السر في تحقيق الإنجازات، وبالطبع لا أحد ينكر الدعم المقدم للمنتخبات الوطنية، خاصة بعد زيادة مخصصات الاتحادات، ولكن بالمقارنة بما هو متوافر للدول المجاورة فإننا نعتبر مازلنا نسير في خطوات الدعم الغير متكامل.
استطاعت رياضتنا وبشكل عام من تحقيق الكثير والكثير، فما بالكم لو تتم عملية الدعم بشكل اكبر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، اليوم سيصل بإذن الله حكامنا الدوليين نواف شكر الله والمساعدين ابراهيم سبت وياسر تلفت الى التحكيم في اكبر محفل رياضي عالمي، ولو رجعنا الى الحقيقة دون زيف أو مجاملات سوف ندرك بأن حكامنا الدوليين كانوا في يوم من الايام يتدربون في الشوارع والأندية المحاذية لمنازلهم.
وهناك الكثير من الاتحادات التي لم تتوفر لهم ابسط العوامل المساعدة للنجاح، وأيضاً على سبيل المثال لا الحصر، نادي اتحاد المعاقين، ان الأمثلة كثيرة وبحاجة لمساحات كبيرة، ولكن اليوم ومن قلب محب للرياضة البحرينية علينا في مواصلة الدعم بشكل وصورة اكبر، حتى نتمكن من الحفاظ على الإنجازات والمكتسبات التي تحققت دون الدعم المطلوب.
كثير من المناسبات كنا نتحدث مع أنفسنا ونقول: هل مستوى الإنجازات والمكتسبات التي حققناها تساوي مستوى الدعم المطلوب، وجميعنا كنا نقول « عفية على أولادنه» الذين حفروا الصخر واستطاعوا التفوق على من هم يمتلكون ما لا نملكه.
أدرك جيداً بأن الجميع هدفه الاول والرئيس هو إعلاء شأن وطننا الغالي، وجعل علم وطننا يرفرف بكل شموخ في كافة المحافل الدولية، ونحن جميعاً نتفق على قدرتنا لتحقيق ذلك الواقع والذي لا اعتبره إطلاقاً حلما. المسألة فقط تحتاج وقفة جادة لدراسة كافة الأوضاع الرياضية، وأقترح هنا أن تشكل لجنة من اصحاب الاختصاص وعمل دراسة شافية ووافية حول إمكانية تطوير رياضتنا بالشكل الذي يتناسب مع الإنجازات التي حققناها منذ كانت ملاعب كرة السلة واليد «أسفلت» اعزكم الله، وللحديث بقية طالما في العمر بقية.