في المرمى
نجحنا بالتعاقد مع كالديرون وفشلنا في التجديد معه
لا شك ان خبر تعاقد مدرب منتخبنا الوطني السابق الأرجنتيني كالديرون مع فريق ريال بيتيس الإسباني قد صدم جميع الأوساط الرياضية البحرينية، وجعل الكل منا يدلو بدلوه حتى ولو كان ذلك مع النفس، ولعل أهم سؤال يطرح على لسان المعظم هو لماذا فرط اتحادنا لكرة القدم بمدرب بحجم وقيمة كالديرون وهو في نفس الوقت استطاع تحقيق نتائج إيجابية خلال الفترة التي استلم فيها منتخبنا الوطني، فتلك الفترة كانت فترة حرجة جداً وتعتبر من أهم الفترات الانتقالية التي مر بها منتخبنا الوطني الاول لكرة القدم .
لو ذهبنا لتحليل الموقف بين عدم التجديد معه وتعاقده اليوم مع فريق ريال بيتيس الإسباني « ولو كان متذيلا ترتيب الفرق الاسبانية» سوف نجد بأن اتحادنا لكرة القدم قد نجح في أختيار كالديرون لما يتمتع به من خبرة واسعة بمجال التدريب، وفي الوقت نفسه قد فشل اتحادنا في تجديد العقد معه, اليوم ذهب الرجل الأرجنتيني، وبفضل من الله علينا ان في الخبر المنشور على موقع ريال بيتيس قد تم فيه ذكر وطننا البحرين حيث أنها كانت المحطة الاخيرة لكالديرون، ولا نشك أننا نفخر كأبناء للبحرين بذلك, اليوم لابد وان نستفيد من الدرس في كيفية المحافظة على منهم باستطاعتهم النهوض برياضتنا والتخلي عن فتح باب التجارب، أو السير خلف الأهواه والأمزجة وإعطاء فرص التجارب على حساب منتخبنا الوطني.
مع كالديرون كنا قطعنا مشواراً طويلا ً، وها نحن اليوم نعيش اجواء غير جيدة وتكتسيها الكثير من الضبابية والتناقضات وبين المؤيد والمعارض.
لا مشكلة ان نخطئ في تقدير أو حكم على مسألة ثم نتفادى ذلك، ولا خلاف ان نتخذ قراراً غير صائب ومن ثم تتم معالجة الامر، ولكن ان نخطئ ونقوم بعمل خطأ اكبر فتلك هي المصيبة وهذا ما تم بالفعل بعد عدم التجديد مع كالديرون والتعاقد بشكل مباشر مع مدرب كان بحاجة للعمل تحت إشراف مدرب بحجم كالديرون.
سنوات طويلة والأصوات قد بحت من كثر المطالبة بحسن الاختيار وعلى صعيد كافة الأجهزة، ولكن للأسف مازال المزاج هو سيد الأخيار.
اعتقد بات من الضروري ان يكون معيار الاختيار هو الكفاءة، والذهاب لما هو أفضل للمرحلة، واعتقد ان المرحلة التي يمر بها منتخبنا الوطني مرحلة حرجة جداً لعدم وضوح الرؤية، فيوم نبني ويوم آخر نهدم، ومع استمرار تلك العملية سيفقد منتخبنا الوطني بريقه الذي ظهر عليه خلال العشر سنوات الاخيرة، وللحديث بقية طالما في العمر بقية.