يعتقد البعض ان التغيير في المواقف والآراء هو تغيير في المبادئ والقيم، ولعل تلك النظرة حسب وجهة نظري هي نظرة قاصرة وتؤكد قصر نظر صاحبها، لست ممن يحجرون الآراء، ولست ممن يقمعون الآراء، بل مؤمن جداً بسماع وتقبل الرأي الذي يختلف مع رأيي.
قرأت تغريدة قبل كم يوم على حسابي «تويتر» من رجل فاضل يتهمني فيها بأنني متقلب الرأي بخصوص مدرب منتخبنا الوطني هيدسون، حيث قال في اتهامه: بأنني قد غيرت رأيي في المدرب بعدما اتهمته بالعبث في منتخبنا الوطني نظراً لتغيير استراتيجيته بالكامل لمنتخبنا الوطني.
الحقيقة ان تلك التغريدة قد فتحت شهيتي لطرحها عبر زاويتي تلك، أنها فرصة مناسبة أتحدث فيها عن موضوع في غاية الأهمية وهو كما ذكرت سالفاً ان البعض يعتقد أنه من الصواب أن يتمسك الواحد منا في رأيه حتى وان اختلفت المعطيات، تلك مشكلة يعيشها الكثيرون، لذلك اصبحت القصة المشهورة « عنزة ولو طارت» حيث ان كان هناك شخصان شاهدا شيئاً يمشي على الارض فأسرع الاول وقال إنها عنزة، وبعد قليل طار ذلك المخلوق في الجو وقال الثاني إنها حمامة، ولكن الاول أصر على رأيه وقال: إنها عنزة ولو طارت.
تلك القصة تؤكد لنا مدى الإصرار لدى البعض في الدفاع عن وجهة نظره مهما أختلفت المشاهدة والمعطيات، فحين امتدحت مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم السيد هيدسون فامتدحته بناءاً على تصريحه الاول بأنه سوف يعتمد على قاعدة من اللاعبين الشباب وانه يرى فيهم مستقبل للكرة البحرينية، ولكن أن يخرج لنا بعد فترة وجيزة ويختلف كلامه بالكامل لابد هنا وأن يكون لدي رأي او حديث أخر .
ليعلم الجميع بأن مدرب منتخبنا الوطني هيدسون لا يتنافس معي في عمل أو تجارة، ولكن لا بد وان تكون هناك بيننا قواسم مشتركة وهي المصلحة العليا لمنتخبنا الوطني، نعم لدينا كل الحق في إبداء وجهات نظرنا وذلك من باب مسؤوليتنا الوطنية قبل الوطنية قبل المهنية، وهو كذلك يشاركنا في ذلك من أجل ان يكون له اسماً بارزاً في المنطقة كما كان ذلك لمن سبقوا من بعض المدربين الذين اشرفوا على تدريب منتخبنا الوطني وهم في الاصل مدربيين مغمورين .
لذلك أنا لا اتبع سياسة « عنزة ولو طارت» وللحديث بقية طالما في العمر بقية.