قد تكون الانتقادات البحرينية في محلها وهي تثبت ملاحظات الخروج للمنتخبات السنية الحمراء من جميع تصفياتها القارية، برغم القاعدة العريضة للمواهب البحرينية التي تجعلها في مصاف الدول الاولى خليجيا، كما يؤكد ذلك غالبية من عمل في البحرين او اطلع على ملاعبها المملوءة بعدد كبير من الشغف الكروي بسنيه العمرية غاية في الصغر بشكل لافت ويدعو للامل والتفاؤل، مع مساحة واسعة من الأراضي الصالحة للعب والتواصل، فضلا عن الدعم الحكومي الفياض والاعداد الذي لا يستحق ان يكون حصاده بهذه النتيجة الغاية في الفقر التي لا تتناسب مع ما تحضى به المملكة البحرينية من رعاية ودعم معزز بكل ما ذكرناه من امكانات وقدرات مفترضة التوظيف والافادة بشكل امثل وافضل مما هو عليه الان.
الغريب ما قرأته وسمعته من انتقادات سريعة مكثفة ضد المنتخب الاول ومدربه الجديد الانكليزي هيدسون، على خلفية التعادل او ما سمي بالنقطة اليتيمة امام ماليزيا، التي لم يشفع تضييفها وجمهورها وملعبها ان يكون عذرا او سببا مقنعا، لاداء لم ينتم للمدرسة البحرينية خلال سنوات خلت، مع الادراك التام لخلفية تلك الاراء والانتقادات ذات الحس الوطني والحرص على ما تبقى لجعبة الاحمر الاول، سيما بعد الخروج المتكرر لجميع المنتخبات السنية في مراحل وبطولات متعددة، الا ان الواقع وصدارة الاحمر لمجموعته وقراءة تاهله المبكر للنهائيات الاسيوية تدعو لوقفة اكثر تفاؤلية مما نسمع ونقرأ، فالاحمر في الصدارة الان وسيفوز حتما في مباراتيه المقبلتين (على خلفية الامكانات والملعب والجمهور وترسخ التجربة الهيدسونية)، ليكون مجموعه ثلاث عشر نقطة كافية للانتقال صوب النهائيات الاسيوية بمعزل عن المطاردة او المواجهة العنابية،التي لم تكن في يوم من الايام عصية على الاحمر، وعند ذاك لكل حادث حديث.
ربما الاوضاع العامة والظروف التي احيطت بمباراة كولالمبور هي من تستحق تسليط الضوء اكثر من نتيجتها الرقمية والنقطية، فالاصابات كثيرة والاعتذارات اكثر، في موقف يستحق الدراسة والاعادة والتدقيق وتسليط الضوء من كل المؤسسات الاعلامية والاتحادية، بمسألة غاية في الدقة والتوقيت، اما المستقبل فهو في أمان والمجموعة تعد في الجيب البحريني (مع كل الاحترام للمنافسين)، انما ما يحتاج التفكير به هو البعد الاستراتيجي وعدم الرضوخ للمشاركات الرقمية التكميلية التشريفية، وذلك ما انتهى الاحمر منه منذ سنوات طويلة، كانوا فيها قريبين جدا من نهائيات كاس العالم وذكريات ملحقها بكل حسراته .. الا انها تبقى النقطة المضيئة التي يفترض ان يمر عليها كل الاستراتيجيين المسؤولين عن ملف كروي احمر، يمتلك من المواصفات ما يستحق ان يكون فيه عطاء افضل ونتائج اقوى واهداء جماهيري احسن . والله ولي التوفيق وهو من وراء القصد.