في السابق كان العمل الرياضي بالنسبة لكل منتسبي اللعبات وبمختلف مجالاتهم هو عمل مبني على التطوع وحب العمل نفسه والإيمان برسالته الوطنية وحب المنطقة التي ترعرع وعاش فيها أي من المنتسبين، لذلك استطعنا ان نستمتع في ذلك الوقت برياضة تنافسية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، الجماهير كانت تأتي للمباريات رغم صعوبة المواصلات في ذلك الوقت، مسؤولي الاتحادات جميعهم يحضرون المباريات، الحكام كانوا يوزنون بالذهب، شخصية اللاعبين وغيرتهم على اسم أنديتهم ومناطقهم، كل ذلك لا نشاهده اليوم الا من فئة تعد على أصابع الأيدي.
نعم في السابق لم نحقق بطولات تذكر ولكن كانت لدينا رياضة ودوريات قوية، ولو كان حينها الدعم المادي موجود لتحقق ما عجزنا عن تحقيقه اليوم.
أدرك بأن المقارنة ربما يكون فيها ظلم ولكن الحقيقة لا يمكن ان تحجب، ومن أراد التأكد مما اقول ما عليه سوى مشاهدة المباريات القديمة وسيعرف عن ماذا أتحدث ولماذا.
بالطبع سيخرج علينا البعض ويقول ان سبب عزوف الجماهير ببعض اللعبات وخاصة القدم هو انشغال الناس ووجود اماكن ترفيه مثل المجمعات والمنتجعات، لذلك نقول بأن جميع الدول الاخرى تملك ذلك ولكن انظروا الى الكم الهائل من الجماهير الذين يحضرون الملاعب، انظروا الى الدوريات الأوروبية، هل أوروبا أنساها غير مشغولين ولا توجد لديهم اماكن للترفيه، بالطبع لا فأين نحن منهم.
اليوم معظم الذين يعملون لا ناقة ولا جمل لهم بالرياضة، لذلك ترى مسابقاتنا ليس لها طعم ولا ريحة .
اليوم الإبداع اصبح محصوراً على من يدفع أكثر بغضِّ النظر عن المستوى والحياء وحب المنطقة، تلك الخصال التي يعتقد البعض أنها اصبحت الواقع وان خلاف الواقع ما أقوله أنا، هناك ثوابت وقيم لا يمكننا الاستغناء عنها كالرجولة وحب الوطن والمنطقة، وايضاً احترام الجماهير وجميع المنتسبين، نعم نحن مع التطور ولكن ليس التطور الذي يجعل من مجمع الستي والسيف مكاناً للجماهير بدل المدرجات، وللحديث بقية طالما في العمر بقية .