صحيح ان الريال قد حسم لقاءه الاخير مع ليفانتي في اخر دقائق المباراة في واحدة من المفاجآت الكبيرة التي كان لها ان تزعزع، ان لم تطح بعرش انشلوتي مبكرا، بعد موسم من الاخفاقات الادائية المتكررة على صعيد الليغا، اذ لم يقدم الريال الى اليوم، ما يوازي قدرات لاعبيه ولا ما ينسجم مع الامكانات والتاريخ والانجاز والجمهور والطموح الملكي، وهذا ما وضع علامة حمراء فارقة على مستوى الريال حتى الان، في ظل التململ الجانبي وان لم يكن ظاهرا بشكل علني، من سياسة انشلوتي مع فقدان الملايين في صفقات لم تجد نفعا ولم تترجم الى ما يرتجى، في وقت ما زالت غصة بيع اوزيل مسيطرة على جميع الاجواء الريالية وستبقى الى وقت طويل قد تتسبب باشكالات وتقاطعات ان لم يعالج انشلوتي وضعه سريعا .
برشلونة اليوم في قمة هرم الليغا وبارقام جديدة مع علامة كاملة كما يقال، وهذا ما يشجع الادارة والمدرب الجديد تاتا على المضي في سياساته واستراتيجياته المعتمدة في الليغا وغيره، من توزيع الجهد وتحقيق الفوز وحصد النقاط باقل المشاكل، مع ان المتابع وكذا المشجع الكاتلوني بدا يتحسس الفارق الكبير ما بين الاسلوبين الكواردويلي وسلفه فيلانوفا وبين الاداء المارتيني، السائر على خطى المدارس الامريكية الجنوبية، التي تعتمد احراز النتائج والحفاظ على الارصدة المتقدمة دون الالتفات الى ما يقال في الصحافة ووسائل الاعلام برغم كل شفافيتها وتعددها وتلونها وقسوتها وتصيدها .
على ما يبدو ان الضربات الركينة وما يحيط بها من اشكالات في شقيها المتقدم الهجومي والمتاخر الدفاعي، قد بدات وشخصت وترسخت منذ المرحلة الثانية للموسم الماضي، برغم حصول البرشا على لقب الليغا، ومع الصدارة وتميز العلامة الكاملة ووفرة الاهداف الكثير، الا ان ثمة مشكلة مستعصية ظهرت بالافق الكاتلوني، وما زالت بلا ادنى علاجات، فاي متتبع للضربات الركينة الخاصة ببرشلونة سيجد اشكالية ومفارقة كبيرة حدثت وربما ستظهر خطورتها في قادم الايام، مع قوة المنافسين وشدة المنافسات في الليغا والشامبيوزليغ والكاس الاسبانية، يمكن ان تتعقد من جرائها الامور البرشلونية وتنعكس سلبا سيما اذا ترافقت مع وقع الاصابات المتعددة متوقعة الاتساع .
في احصائية مثيرة للتساؤل، ظهر ان برشلونة لم يستثمر ولم يسجل اي هدف من خمسين ضربة ركينة اخيرة، في وقت سجل الخصوم وشكلوا خطورة كبيرة جدا في كل ركنيتين من خمس ركنيات تحسب على مرمى البرشا وهذه مؤشرات تثبت خلالا واضحا، في ضربات الراس بالنسبة للهجوم البرشلوني، مع خلل اكبر وضعف اخطر بالنسبة للدفاعات سيما عمقها الذي بدى مكشوفا مهزوزا بصورة جلية، منذ الايام الاولى لغياب بويول المرافقة لانتهاء عهد بيكيه المهزوز جدا بعد ارتباطه بشاكيرا .