شيء جميل أن يحتفل العالم الكروي بمؤسساته الخاصة في التقاطات أهم تستوعب الحدث الكروي بمفاهيم عابرة للقارات ولو على سبيل الارشيف والتعريف، والشيء يتجلى بصورة اجمل حينما يكون المحتفى به نجماً عربياً، لطالما حرك الجماهير وسجل اسمه بحجر النقش التذكاري غير قابل للنسيان، وللعرب صولات لا تقف عند حدود الارشيف في خدمة تاريخ انجازات الهوية الكروية العربية الحقة، فحينما تفتح سجلات الذاكرة بكل محتوياتها، ستجد ما يسر الخاطر في شرق الامة وغربها من محيطها الى خليجها، فالتيمومي وماجر وذياب والخطيب والدخيل وعبدالله ومفتاح وسلطان ودرجال وغيرها من اسطاير الامة الكروية التي حفظت لنفسها واختطت لغيرها من الاجيال مسيرة تستحق التوقف والاطلاع.
في مناسبات عدة سيما في مباريات المهرجانات والاستعراضات العالمية الاعلامية، خاصة تلك التي يكون الاجتماع فيها تحت سقف ويافطة منتخبات عالمية، دائما ما نجد بعض الاسماء العربية التي وان تكن مشاركاتها رمزية في آخر الدقائق وبصورة احتياطية، إلا أن الوقع والتأثير يكون طيباً في كل متابع وقلب جماهيري عربي، المهم ان يكون لنا بصمة مع زيدان ومسي ورونالدو وبيكهام وهنري وغيرهم، حتى وان جاءت بآخر الترتيب، لكن أن تأتي أهم وأفضل من أن لا تأتي الى الابد، وإن كانت لنا في معانيها وجهات نظر قد تتباين في التفسير بين قلم فني واخر معنوي، بعيدا عن الاتفاق والمضمون الجمعي بالنسبة للمشاركة والمزية العربية.
أعلن على موقع الفيفا بأن موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يومياً بميلاد عدد كبير من النجوم العالميين، وظهر من بينهم النجم السعودي سعيد العويران الذي أكمل عامه 46. ووضع «فيفا» صورة اللاعب أثناء احتفاله بأحد أهدافه كغلاف للفقرة المخصصة لتهنئة اللاعبين المولودين في يوم 18 من أغسطس ووصف الفيفا العويران بأنه «أحد الأساطير الحية في الكرة العالمية حيث ساعد منتخبه السعودي في التأهل لأول كأس عالم في تاريخ البلاد عام 1994 حيث سجل هناك أحد أجمل الأهداف في تاريخ المونديال أمام بلجيكا، وشارك اللاعب ذو النزعة الهجومية في كأس العالم بفرنسا لعام 1998، كما خاض النسخ الثلاث الأولى من بطولة كأس القارات التي أقيمت كلها في بلاده السعودية».
القائمة تظم عدداً من النجوم العالميين المحتفى بهم مع العويران حيث نقرأ اسم اللاعب البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والإسباني الفارو نيجريدو، والسويدي كيم كالستروم بالإضافة الى الأسطورة السويدية باتريك اندرسون، فإن ذلك يدعونا للفخر أولاً ومن ثم تعلم الدرس الاحتفائي ثانياً، فلنجومنا حق علينا كمنظومة عربية بمؤسسات لا تقل امكاناتها المالية عما لدى الفيفا، وهذا ما يحتم التعلم من الدرس العالمي كي نخدم ونستذكر ونجومنا العرب في كل مناسبة، إن لم يكن لأجلهم فلعيون أجيالنا المقبلة التي تستحق التعريف على من يكون قدوة ويحث لطرق باب النجومية والعويران احدهم بل أهمهم ان لم يكن للسيرة الكروية الحافلة فإن هدفه التاريخي سيبقى تاريخياً ويستحق التذكر والكشف عن مدى بارعة وجمالية وجدية المواهب العربية وهي كثيرة ومتعددة.