أعطى جحا خادمه جرة ليملأها من النهر، ثم صفعه على وجهه صفعة شديدة، وقال له: إياك أن تكسر الجرة، فقيل له: لماذا يا جحا تضربه قبل أن يكسرها؟ فقال: أردت أن أريه جزاء كسرها حتى يحرص عليها.
تلك القصة القصيرة تعبر عن بعض الكتابات التي اكتبها حسب المساحة المتاحة مع مراعاة العادات والتقاليد وحفظ كرامات الناس حتى وأن اختلفت معهم، احياناً اعتمد في بعض كتاباتي على بعض المفردات القاسية لعل ذلك يكون بمثابة الصفعة في وجه من اعنيهم، برغم إيماني المطلق بأن بعضهم لو صفعته على خده الأيمن أعطاك الأيسر لان عرج الضمير والإحساس يكونان عندهم في إجازة طويلة.
لست ممن يفترون على الاخرين ولست ممن يريدون جرح كرامات البشر، ولكن واجبنا الأخلاقي قبل المهني يجعلنا ان نمارس دورنا في توجيه الصفعات حتى وإن كانت تلك الصفعات لا تأتي بشكل مباشر بالاسم كما يريد البعض ويطالبنا بذلك.
ليتأكد الجميع بأن الذي فيه شوكة في رجله يشعر بها ومن على رأسه بطحه كما يقولون يشعر بها، والصفعات تصل دائماً لأصحابها حتى وأن حاولوا التهرب من الحقيقة.
لو كان لدينا مسؤولون أيضاً يصفعون بالإرشاد والنقد البناء من يعمل تحت مظلتهم لما تمادى البعض وجعل من نفسه فرعون زمانه.
نعم المشكلة تكمن بالمسوؤلين الذين هم بالأصل من بحاجة لصفعات من النقد حتى بستقيموا ويحترموا مشاعر الاخرين، لقد ابتلينا بمسؤولين لا يبحثون سوى عن مصالحهم والبحث عن إنجازات تتم تحت مسؤوليتهم دون الاكتراث عن المستقبل متى ما انتهت صلاحية عملهم، لذلك نحن بحاجة لصفعهم بتوجيه الانتقاد قبل خراب البصرة كما فعل جحا، وللحديث بقية طالما في العمر بقية.