لقد اطاحت على غير المتوقع مباراة الكلاسيكو الاخيرة بين الريال والبرشا بالكاتلونيين من اعلى برجهم العالمي ووضعتهم في موضع لا يسحدون عليه، لا لكونهم خسروا مباراة شبه نهائي الكأس، التي ليس لها قيمة توازي ابطال اوربا او درع الليغا، ولكن طريقة الهزيمة المذلة على يد خصم عنيد ومنافس تقليدي حد الكراهية، تحت انظار الاف الكتلونيين في معقلهم الكامب نو، بضربة موجعة، جاءت على اعقاب ضربة اقوى تلقوها قبل ايام امام الميلان، فضلا عن غياب مؤثر لمدربهم وانخفاض مستوى معظم افذاذهم، سيما الظاهرة مسي، الذي غاب تماما بمفاجأة في قمتين ويخشى عليه من نحس الملاحقة في وقت اشد ما يحتاج اليه البرشلونيين على جبهات متعددة.
هذا لا يعني ان مباراة كلاسيكو اليوم في البرنابيل محسومة رياليا، ويخطىء من يظن ان الفوز سيكون تحصيل حاصل، كون الريال غدا مستأسدا وسيفترس أسدا أمسى مريضا، فالواقع يقول غير ذلك، والبرشا يمتلك من المقومات ما يجعله يطمح برد الدين وتقديم ما يعيده للواجهة ويرد لهم هيبتهم المفقودة، بخسارات موجعة لا تقلل من اثارها، صدارة البرشا الاريحية في درع الدوري، فالمباراة السابقة برغم قساوة اهدافها الثلاثة ونتيجتها الموجعة كتالونينا، الا ان حصيلة الارقام النهائية تعطي انطباعا اخر يشجع على المتابعة وانتظار مفاجآت جديدة في البيرنابيل، فالحيازة كانت برشلونية بامتياز والتسديدات والهجمات والركنيات كانت تصب لصالحهم، هذا يعني ان الكلاسيكو السابق حسم فنيا تكتيكا قبل ان يعبر عن هيمنة قوى مسيطرة على حساب قوى مستسلمة.
للمرة الثانية تأجج حركات الونسو الشارع الكاتلوني بنار الحقد ضده، فقد نشرت صورة له عقب مباراة الكلاسيكو الاخيرة وقد اظهرت «حذائه» متوجه نحو مدرجات الكامب نو، بايماءة مفهومة تحت عنوان السخرية والكراهية والاذلال لمنافسهم و خصمهم التقليدي برشلونة، وقد ردت الجماهير الكاتالونية بشدة وقسوة على الونسو عبر تويتر موقع التواصل الاجتماعي الذي نشرت عليه الصورة والتقطتها معظم وسائل الاعلام العالمية، والتي اججت مشاعر العداء المنتظرة بين الخصمين في مناسبة قوية جدا وموقعة مفهومة التحدي لكلا الفريقين برغم عدم تأثيرها على موقع الصدارة الذي يتربع عليه البرشا منذ وقت طويل ربما يعلن بطلا لليغا بشكل رسمي بعد مباراة اليوم مباشرة اذا ما اراد البرشا ان يعيش حالة البطل ويرد لجماهيره هيبة انتزعت انتزاعا بجدارة الريال مدربا ولاعبين سيما الجانب البرتغالي مروينو وكرستيان.
المحللون الفنيون قالوا: «جل ما نخشاه على الريال من الغرور, فإن موقعة الكامب نو اعادت له طاوسيته المفقودة، كما ان طعنت البرشا بأدواتهم المعهودة ستعزز امكانية الثأر واحتمالية الرد، على المستوى الفردي لمسي وكزافي وانيستا ممن لم يحالفهم الحظ في كلاسيكو الثلاثاء الماضي، او على المستوى الجماعي كبرشلونة المعروف والمعهود بتحطيمه للارقام القياسية». التوقعات بأن المباراة ستكون قوية جدا ولا تختلف عن عهد الكلاسيكوات وربما ستات بما يعد من المفاجآت.