سبق وان قلت في عدد امس الأول اني اقف على الحياد من المنتخبين العراقي والاماراتي، طبعا هو حياد الموقف تجاه شعبين شقيقين، لكنها كرة القدم التي تفرق الاشقاء في البيوت على صعيد الاندية، وتوحد الشعوب في مستوى المنتخبات، وهي ايضا كرة القدم مثلها مثل الفن لا تعترف بالفواصل او الحدود، وفي عالمها لكل ذوق ما يشتهي.
ولأنها كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، او كما يسمونها لعبة الفقراء، فإني وكثيرين غيري نستطيع ان نتجاوز تعصب الانتماء اللوني او المناطقي في الرياضة لننضم الى عالم واسع ممن يحبون الابداع ويعشقون صناع المتعة في كرة القدم من أي فريق او أي بلد - ما عدا العدو الصهويني بطبيعة الحال - فنصفق لمن يجيد ولا نشمت بمن يفشل فهي لعبة تسير وفق فلسفتها الازلية فوز وخسارة.. يوم لك ويوم عليك.
اقول ذلك ليس تبريرا لمباركتي التي سأزفها الان للمنتخب الاماراتي الشقيق بمناسبة تتويجه الثاني في تاريخ مشاركاته بدورة كاس الخليج الذي تحقق على حساب منافسه العريق منتخب العراق الذي يستحق منا ان نبارك له مكاسبه في البطولة من لاعبين شباب او مركز لم يكن يرشحه له احد خصوصا بعد محنة زيكو وخسارة نهائي غرب اسيا المتبوعة بغياب عدد من النجوم الكبار عن صفوفه.. ليس ذلك ما اريد لان التهنئة واجبة للامارات فهو منتخب اجاد واستحق، وهي مستحقة للعراق فهو منتخب قهر الظروف وكان قاب قوسين من التتويج المستحق.
ولكنني اود القول ان هناك لاعبين يستطيعون بتألقهم وابداعهم وامتاعهم ان يخرجوك من طورك الحيادي الى زحمة المتيمين بفنهم ولعبهم وذلك الامر الفريد الذين يقدمونهم فوق المعشب الاخضر، ابداع ينسيك مع أي فريق يلعبون او لاي شعار يهتفون، ولاتجد امام ما يصنعون الا ان تهتف لهم وتتغنى بابداعهم وليس لك من ذلك فرصة للتحايل هاربا من اعتراف لايقوم به الا من يعشقون كرة القدم ولايدلي بمثله الا من يجيدون قول الحقيقة ان للابداع فلتات كروية لاتتكرر الا كل سنوات كثيرة ربما تصل الى عقد من الزمان وفلتة زماننا الحاضر عربيا هو عمر عبدالرحمن من منتخب الامارات العربية المتحدة.
وكيمني لايهمني ان يكون عمر عبدالرحمن اماراتياً اصله يمني او يمنياً يحمل الجنسية الاماراتية، لان ذلك يعتبر مضيعة للوقت، ولان ذلك لايهم المتابع في شيء اكان اليمني او الاماراتي، لان عمر اليوم في منتخب بلده الامارات الذي منحه كل شيء، وعليه ان يرد الجميل بالجميل وبمزيد من الابداع والتألق والبطولات لبلده الحالي الامارات، ولا يهمنا نحن كيمنيين هذا الامر لان اصل العرب كلها من اليمن، بل اننا نفاخر بمثل عمر، ونفرح بمثل عمر وهم يجدون مساحات لاثبات تفوق الانسان اليمني متى ما وجد البيئة المناسبة للتألق، والارض اليمنية حبلى بالمزيد وقادرة على ان تنجب من طينة عمر الكثير.
وحتى لا اطيل اجد ان مناسبة تسجيل الاعجاب بـ»عمروي» لم تعد واردة - الآن - لأنه وصل، وتجاوز كل حدود الاعجاب عندي وعند كل عشاق المتعة الكروية - عربيا - وارى ان مهمة توجيه النصح للنجم الشاب هي الاهم فنحن مازلنا ننتظر منه الكثير ولذلك لنقول له: «عمرك يا عمر انتبه لعمرك، وحافظ على مستواك فانك تعد بالكثير وربنا يحفظك».