لا استطيع الجزم بان الساحة الرياضية اصبحت خالية من الكفاءات وأصحاب الطموح والبحث عن المصالح العامة، ولكن اجزم بان الغالبية العظمى او السواد الأعظم او النسبة المطلقة هم ممن لا ناقة لهم ولا جمل في الرياضة.
ذلك الامر ساهم بكثير في رحيل او ابتعاد او عزوف معظم الذين يمتلكون الكفاءات وخاصة الادارية منها، الشاهد على ذلك بان رغم التطور الحاصل اليوم على المستوى العالمي، ومع دخول عالم وسائل التواصل والانفتاح العالمي الا اننا مازلنا نتحدث عن (ألف باء) الادارة الرياضية، بالطبع السبب الاول يعود للمسؤولين فهم من يأتون بمن هم لا علاقة لهم بالرياضة ويقحمونهم إقحامًا مع سبق الإصرار والترصد .
قبل سنوات كان الذي يريد العمل بالنادي او اي اتحاد يتردد الف مرة لوجود كوكبة رياضية لها وزنها وثقلها، اما اليوم اصبح الباب مفتوحا على مصراعيه، وكما ذكرت في مقالتي السابقة ان النجار اصبح ميكانيكيا والطبيب اصبح مهندسا، بالكاد نحن إذًا لا ننتظر التقدم والرقي حسب الهدف المنشود .
رياضة اليوم اصبحت مملة، واكبر دليل على ذلك كتابتي لمثل هذا الموضوع الذي ربما أطرحه للمرة المليون، فهذا بالنسبة لي مؤشر ومقياس أقيس عليه وضعنا الذي لم يتقدم قيد انملة رغم اعترافي بالدعم السخي المقدم من القيادة والذي يفوق ما كان يقدم في السابق بأضعاف المرات، ولكن تظل مسألة عدم وضع الرجال في أماكنهم هي المسألة التي تعترض طريقنا للنجاح.
لست متشائما ولكنني اعتقد بأنني اميل الى الواقعية، ولا أبالغ اذا قلت بأن معظم الذين كانوا يعملون في الميدان الرياضي سابقا اصبحت الرياضة بالنسبة لهم ماضيًا جميلًا ولا يمكن الانخراط بها في ظل دخول المعظم من الشبابيك.
المستفيد الاول اليوم من الرياضة هو من كان لا احد يعرفه واليوم اصبح اشهر من النار على العلم، وكذلك المستفيد هو بعض اللاعبين الذين اقتصروا بمدخولهم شهادات الدكتوراة والهندسة، ولعل ذلك حق أصيل لهم ولكن الناتج لا يستحق مستوى العطاء، وايضا هناك أناس وللأسف محسوبون كمراقبين وهم حملة الأقلام والذين سخروا انفسهم لكيل المديح واختيار افضل جزالة الألفاظ لبعض المسؤولين، وكل ذلك هو ثمن سفرة أو مردودات اخرى، ضاربين المبادئ والقيم عرض الحائط، إذا ما يمكننا ان نتحدث عنه اليوم وننشد الاصلاح، وللحديث بقية طالما في العمر بقية.