عرفنا بأن هناك ظواهر طائفية بغيضة سواء في المجال الرياضي وغيره من المجالات، وعرفنا أن هناك شرخاً واضحاً بين أبناء الشعب الواحد، وعرفنا كذلك الدول والمنظمات التي تعمل على هدم وطننا الغالي، وعرفنا أننا أكثر الناس «فالحين» في ترديد الشعارات، وعرفنا الكثير من الأمور التي كنا نجهلها، ولكن الأهم من كل ما تم ذكره هو إلى أين نحن ذاهبون، وأين سترسي سفينة وطننا الغالي البحرين؟
في الحقيقة أستغرب بل وصلت لمرحلة أنني أمارس الضحك المبكي في كثير من الأحيان، فالجميع متفق على حب الوطن، إذاً ما هي المشكلة طالما الجميع متفق على حب هذه الأرض الطيبة، والحديث الدائم عن متن العلاقة التي تجمع الطائفتين الكريمتين، ولكن أيكفى الاتفاق على ذلك أم الإيمان به حقاً هو الأهم، من ينظر للظروف التي مرت بها البحرين ومازالت تعاني من شوائبها، وأعني هنا بعد تاريخ الرابع عشر من فبراير، يقول خلاف ما هو متفق عليه، وهذه الحقيقة يجب عدم نكرانها.
الشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع، والاتفاقات من أجل الشكل والمنظر لا تعكس المضمون للحقيقة، وألأنشقاق الطائفي له تأثيرات سلبية بعيدة المدى، أتمنى من العامة وليس الخاصة إدراكه والوعي به، كونهم هم فتيل تلك النار التي سوف يتلظون بها، وما لبنان والعراق إلا تجارب حية على ذلك, حينما نقول بإيمان أن الوطن غال ولا يباع، لابد وأن ينعكس ذلك على سلوكنا العام، إذاً فالسلوك بالإيمان وليس من باب «تمشية الأمور» هو المعيار الأبرز والحقيقي لمعرفة مدى وطنيتنا من عكس ذلك، فحينما أبادر بالسلام وبإيمان حقيقي لجاري من الطائفة الأخرى، فهذا يعني سلوك مواطنة، وحينما يعودني هو وبإيمان حقيقي أيضاً وأنا راقد في المستشفى فهذا سلوك مواطنة آخر، فلتكن تلك السلوكيات هي البداية ولنعمل على تقويتها وتعزيزها بسلوكيات أكثر لطالما مارسناها ولطالما كانت هي سمتنا وهويتنا, أما الذهاب وراء من يريدون للبلد الرجوع للوراء بعدما قطعنا شوطاً كبيراً بعد اطلاق جلالة الملك حفظه الله المشروع الإصلاحي، وفتح دكاكين لهم للعيش في حياة مخملية، وأن يصبحوا رموزاً، فإن ذلك لن يجدي نفعاً لنا جميعاً أبناء البحرين الغالية، ولا أحد سيدفع الثمن غير الذين راكبي الطائرة, ومن السلوكيات التي انصح باتباعها وأعتبرها من خبرتي المتواضعة بالتعايش أن نبتعد حتى بالحديث عن ترديد أي كلام أو سلوك تخرج منه رائحة الانقسام والطائفية، ولندع القانون هو الفيصل والذي هو يتحدث ونحن صامتون، وللحديث عن بحريننا بقية طالما في العمر بقية.