بعد الأحداث المؤسفة وبالتحديد بعد الرابع عشر من فبراير جميعنا يستطيع العيش على مجاملات بعضنا البعض، ولعل ذلك أسهل العلاج، ولكن هل تعتقدون بأنه هو العلاج المناسب ، حسب وجهة نظري الشخصية والمتواضعة أرى بأن العلاج لتلك المسألة يتطلب الجلوس مع النفس ومراجعتها جيداً ، فالإنسان منا هو المسئول الأول عن تصرفاته وسلوكياته، كذلك علينا إعادة شريط ما قبل الرابع من فبراير، هل كنا نردد كلمة هذا سني وهذا شيعي، والله وبالله أن ذلك الأمر المخجل هو دخيل علينا وعلى عادات وتقاليد أهل البحرين، أهل البحرين جميعهم الذين عاملوا اليهود والمسيح وكأنهم يعيشون في أوطانهم ، ولكن ومع الأسف الشديد اليوم الأخوة يتفرقون عن بعضهم البعض بسبب ممارسات لا تمت لنا نحن أهل البحرين بصلة.
في السابق صاحب السطور عنون عناوين كثيرة في الدفاع عن أندية القرى قبل مدنها وخاصة باربار والمالكية وسترة وكذلك اتحاد الريف ، وكنت على تواصل دائم مع الأب الروحي لنادي باربار الأخ العزيز محمد علي مدن وكتبت حينها « باربار الصغير في حجمها والكبيرة برجالاتها»، وكذلك كتبت عنوان باسم الرئيس الملكاوي الجميل وكنت أعني به الأخ جاسم عبدالعال ، وكانت هناك اتصالات مستمرة بيني وبين رئيس نادي اتحاد الريف الأخ عبدالله كاظم حول إمكانية دخول ناديهم لمصاف أندية الدرجة الثانية، ودفعت بكتاباتي حول ذلك الشأن، كنا نتعامل مع هؤلاء وغيرهم الكثيرون بنقاء القلب وهم في الحقيقة كانوا يبادلوننا نفس الشعور ، ولعل ذلك يثبت للجميع بأنه لا مكان للطائفية بيننا، ومن يقول بأن توجد الطائفية في السابق فمن المؤكد بأنه هو الطائفي.
لست متشائماً ولست عاطفياً ولست في نفس الوقت ساذجاً ، بل أقول ذلك لأنها هي الحقيقة التي يجب عدم التهرب منها ، البحرين بخير فهي لم تفرق بين أبنائها، ولم يتوجه سؤالاً في يوماً من الأيام لأحد هل أنتي سني أو شيعي ، اليوم أمانا فرصة ذهبية يجب أستغلالها والمتمثلة في الحوار التوافقي الذي دعاه له جلالة الملك حفظه الله ، والذي أتمنى أن يكون للشباب دور هام فيه كونهم هم عماد هذا الوطن، هذا الوطن الغالي الذي أصبح الانشقاق فيه سمة بارزة، بعكس السمة التي كنا نحن البحرينيون نتمتع بها وهي الطيبة والسماحة والرقي في التعامل ، وللحديث عن بحريننا بقية طالما في العمر بقية.