إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا سلطان لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى الله إنا لله وإنا إليه راجعون، ورغم إيماننا بالقضاء والقدر، وأن الموت حق على كل حي، إلا أن الفراق صعب ويكون أصعب عندما يكون الرحيل الشيخ سلطان بن زايد رحمه الله، فقد كانت صدمة كبيرة انتابتنا ونحن نتلقى خبر الوفاة، فهي خسارة نؤمن بقدر المولى ونحن نفتقد رمزًا من رموز الوطن قدم الكثير لوطنه، فكان بحق إنسان ذا قلب كبير سمعنا عن روايات وقصص إنسانية عن الراحل، كان رحمه الله يحب الرياضة والرياضيين ومهتمًا في الجانب التراثي والثقافة الإماراتية، وله بصمات كثيرة متعددة نلخصها هنا:
تولى رئاسة التشكيل الرابع لمجلس إدارة اتحاد الكرة من 1976 حتى عام 1981 ولكن نظرًا لأعبائه، فقد ترك الاتحاد برغم أنه أسس مرحلة بنائه.. وترك الاتحاد بعد أن أطمأن على سير اللعبة نحو الأفضل.
وفي عهد الفقيد الغالي شهدت الساحة المحلية عدة أحداث هامة من أبرزها التعاقد مع الخبير الانجليزي دون ريفي المدرب العالمي صاحب السمعة الكبيرة، وقاد منتخبنا في دورة كأس الخليج الخامسة ببغداد عام 79 وشاركنا أول مرة في نهائيات كأس أمم آسيا بالكويت، وحضر رحمه الله مباراة منتخب الخليج أمام هامبورج الألماني في فبراير من عام 80 لإيمانه بالوحدة الخليجية، واستطاع بحنكته أن تزداد اجتماعات مندوبي اتحادات كرة القدم بدول الخليج قبل الدورات الكروية، ثم تلاها النجاح الذي تحقق في الوصول لأول مرة إلى نهائيات كأس آسيا السابعة بالكويت قبل 39 سنة والتعادل التاريخي مع الكويت في أول لقاءاتنا..
وتشاء الصدف بأن يكون العبد لله الموفد الصحفي الرسمي المرافق، حيث كان يتابع البعثة ويحرص عليها عبر التواصل، وشهدت الساحة العديد من الاحداث الكبرى استضافتنا تصفيات المجموعة الأولى لكأس آسيا السابعة على استاد مدينة زايد، وحضر منافساتها وجل اهتمامه على أهمية اللاعب المواطن ودوره في تأمين الحياة الاجتماعية له ولأسرته وركز على اللقاءات الأخوية التي تربطنا مع الأشقاء العرب وأعطاها اهتمامًا خاصًا، ويعتبر أكثر الشخصيات السياسية بالدولة حضورًا لنهائيات كأس سمو رئيس الدولة لكرة القدم، فقد كرم معظم الفرق التي فازت بالكأس الغالية، حيث كان يحرص على التواجد والالتقاء بالرياضيين ويكرمهم ويستعيد معهم ذكرياته الرياضية التي لا تنسى رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وعظم الله أجرك يا وطن.