لقاء القمة في بطولة كأس الملك المفدى كانت مع الأسف دون قمة.. كل شيء جميل، التنظيم والأجواء الساحرة في جو لطيف جدا وفيه نسمة برودة رفعت حرارة تلك النسمات الباردة حرارة تشجيع جماهير الفريقين الوفية وفق نغمات جديدة وجميلة.. كذلك زيّن هذه الأجواء حضور سمو الشيخ ناصر الذي حضر متأخرا بعض الشيء وبأدب عالٍ أخذ طريقه ليجلس في الكراسي الخلفية للمقصورة، بعد أن شاهد الخط الأمامي ممتلئا بالمشجعين.. نعم هذه هي آداب الجلساء بين المجتمع، هذه هي آداب القادة.. كذلك ما أسعدنا الطاقم التحكيمي المتميز يقودهم النجم نواف شكرالله وقراراته الحكيمة، وجلّ من لا يُخطئ.. قرار جريء وصحيح عندما أشهر بطاقة حمراء بالدقيقة الثامنة ضد إسماعيل عبداللطيف المندفع بعواطفه وغيرته من أجل تحقيق معادلة لما جرى في المباراة السابقة بثلاثيتها المحبطة للآمال، ولكن دفع ثمن اندفاعه المفرط وكان عليه أن يمسك أعصابه بعيدا عن التهور.. ويبدو أنه صُدم بالقرار، وهذا واضح من خلال تصرفاته غير المتزنة وهو لاعب خلوق وله مسيرة طيبة في الملاعب، متمنين أن تكون هذه الحالة درسا قاسيا حينما ترك فريقه دون جناح.. على العموم، الشوط الأول ونصف ساعة من الشوط الثاني كان المستوى الفني فيها وسطًا أو دونه.. هجمات عكسية مقطوعة.. مناولات دون تركيز.. فرص ضائعة غير معقولة.. خطوط وسط متفككة.. لا وجود لأي لمحة فنية.. اللمسة الواحدة لا وجود لها.. ليس هناك خطة واضحة لكلا الفريقين، اعتماد على أخطاء المدافعين فقط. الربع الأخير من المباراة التي لم يستسلم فيها فريق نادي المحرق حتى آخر دقيقة، تميز بارتفاع في رتم المباراة بالندية والهجمات المرتدة التي ضيّعها مهاجمو المحرق وضيّع رومنتادا سهل المنال.. عدم التركيز على الهدف آفة لاعبي البحرين، وكانت هي السبب في خروج نادي المحرق من البطولة في حسرة وألم من جماهيره الذين تسللوا واحدا تلو الآخر خارج الملعب بعد ضياع فرص سهلة جدا.. كانت مباراة نهائي مبكر.. لكن كانت دون طعم ولا رائحة ولا لون، مع الأسف.