الإفلاس تعبير يصف الوضعية القانونية التي يوجد عليها الشخص أو المؤسسة من الناحيتين المالية والإدارية، فالمؤسسات المالية والمصرفية عادة ما تعلن إفلاسها وذلك بعد فشل كل المساعي الرامية لإنقاذ الكيان أو المؤسسة من الانهيار أو ما يسمى بالإفلاس، كل هذا يحدث لكيانات ومؤسسات وشركات ذات طابع تجاري بحت ولكن أن نسمع من هنا وهناك عن إفلاس أندية رياضية فهذا بحد ذاته مؤشر خطير ينزلق بنا وبرياضتنا إلى الهاوية.
في اعتقادي المتواضع هناك أسباب كثيرة وراء حالة الإفلاس والتي بدأت تجتاح بعض أنديتنا المحلية، منها سوء إدارة النادي بصفة عامة والمشاريع الاستثمارية بصفة خاصة أن كانت هناك مشاريع استثمارية، ناهيك عن عدم دراسة المخاطر التي تحيط بالفرص الاستثمارية بطريقة سليمة، للأسف هناك أندية تدار بعقول غير متجددة فكريا، فلا تستطيع عمل خطط مستقبلية للقضاء على المديونية المتراكمة منذ السنوات الماضية، عملها ينحصر فقط في الموافقة على صرف مستحقات الغير، أن النادي يحتاج لمن يقوم بعمل ميزانية وجدول زمني لدفع وتغطية المستحقات حسب المصادر المالية المتوفرة بخزينة النادي، فبهذا العمل يمكن للنادي الابتعاد عن العشوائية في صرف المستحقات والتقليل التدريجي للمديونية.
من الأسباب الرئيسية أيضا وراء الإفلاس الرياضي، هو عدم وجود نظم للرقابة الداخلية السليمة من أجل التأكد من تنفيذ العمليات طبقا للنظم والقوانين المعتمدة من قبل الجهات الرسمية، فالواقع الذي تعيشه أنديتنا والحالة الهزيلة التي تدار بها الأندية يحتم علينا وبشكل سريع تطبيق نظام الحوكمة في المجال الرياضي، فنظام الحوكمة يعتمد على وجود نظم تحكم العلاقات بين الأطراف الأساسية التي تؤثر في الأداء كما تشمل مقومات تقوية النادي على المدى البعيد وتحديد المسؤول والمسؤولية بالنادي.
أن الأزمة المزمنة التي تسيطر على أنديتنا بسبب شح الموارد المالية من جهة وقلة الدعم الحكومي من جهة أخرى جعلت الأندية تعيش في معاناة مستمرة وبلا بوادر إنفراج في الأفق للأزمة، فالدعم الحكومي الحالي لايوازي أو يغطي حتى جزء بسيط من المصروفات والمستحقات في ظل تحول الأندية للاحتراف والتزامها بدفع مبالغ عقود عدد كبير من اللاعبين والمدربين بالنادي في مختلف الألعاب، فالسبيل الوحيد للخروج من تلك الأزمة متمثل في خصخصة الأندية، عبر نقل ملكيتها من الحكومة إلى مؤسسات وشركات خاصة وتجارية، قادرة على أن تستثمر تلك الأندية تحت علاماتها التجارية، ومن شأنها أن تخفف العبء عن كاهل الحكومة، مما ستنعكس على واقع ومستقبل الأندية بشكل إيجابي، يجب أن ندرك بأن إفلاس الأندية يعني ضياع شريحة كبيرة من شباب الوطن.
وختاما للكلمة حق وللحق كلمة ودمتم على خير.