هل صحيح ما يقال إن من أمن العقوبة أساء الأدب؟ تقال هذه العبارة لمن يتجاوز حدوده بالتصرف مع أو التعدي على الآخرين، دون الخوف مما قد يردعه من العقاب، فالتصرفات والألفاظ غير اللائقة التي بدرت من رئيس رابطة مشجعي نادي المحرق «سعد محبوب» تجاه أفراد فريق الحد لكرة القدم، أثناء وبعد مباراتهم ضمن الجولة الأولى من دوري بنك البحرين الوطني، تركت انطباعا سيئا في نفوس مشجعي الفريقين خاصة والرياضيين عامة.
لم تكن تلك التصرفات الأولى من نوعها، فقد تكرر المشهد في الموسم الماضي، وأمام فريق النجمة، وحينها تطرقت في عمودي بتاريخ 23 نوفمبر 2016، عن تلك الصورة الغير حضارية والبعيدة كل البعد عن التشجيع الحضاري، فالمتابع لدورينا نجد بأن تلك التصرفات تتكرر من نفس الفئة وبنفس الأسلوب الرخيص، أن التشجيع السلبي متأصل منذ زمن بعيد وينتقل من جيل الى جيل، فالصغار يراقبون من هم أكبر منهم سنا، فتتكون لديهم فكرة أن التشجيع الرياضي يعني التعصب والانفعال والتعدي على الآخرين.
ومن أهم أسباب زيادة التعصب لدى الجمهور، أن بعض الإعلاميين والصحافيين وأصحاب حسابات الأنستغرام في المجال الرياضي، قد يحدثون بلبلة إعلامية بقصد الإثارة والتشويق، فيقومون بنشر ذلك النوع من الفيديوهات مما يثير المشادات والمشاكل بين جماهير الأندية، وحرصا على زيادة الوعي الجماهيري، لا بد من أن يلعب الإعلام وكذلك إدارات الأندية دورا مهما في تركيز فكرة التشجيع الإيجابي والروح الرياضية في تقبل الفوز أو الخسارة وإحترام الفريق المنافس، يجب أن تكون ثقافة التشجيع مبنية على احترام كل الأطراف والتعبير بأساليب راقية من دون التقليل من شأن الفرق الأخرى.
وختاما... للكلمة حق وللحق كلمة ودمتم على خير.