مرة أخرى أضاع العرب فرصة التبوء لمنصب دولي رياضي كبير له اعتباراته المتعددة لتلبية طموحاتنا وتطلعاتنا بنزول مرشحين عرب زاد الأمور تعقيدا من البداية تطلب وقفة عربية صادقة لان الفرصة التاريخية من الصعب تكرارها مرة أخرى فحتى الاتحاد العربي لكرة القدم تأخر كثيرا، نام دهرا ونطق كفرا، عندما أراد ان يقنع بالانسحاب قبل الجولة الثانية، ولكن كعادتنا نحن نحب الاختلاف ونؤيد الانشقاق ونبصم للجدل والزعل والعتاب طالما ارتضينا أن نكون عربا، الأجواء لم تكن مطمئنة على غير العادة لتوحيد كلمة العرب رياضيا في ظل ابتعاهدم سياسيا وثقافيا وإعلاميا فالكل يغني على ليلاه حتى في الرياضة وهذه ستظل محفورة لأننا وقفنا ضد بعضنا البعض فليس غريبا بان نأتي اليوم ونكره بعضنا فالرواسب مازالت موجودة في القلوب!!
** هناك من أدار اللعبة برغم عدم وجوده في القاعة وأقصد الدول الكبيرة يستخدموننا بعضا ضد بعض بصورة مهنية عالية حيث تشير الى أن بعض الدول لعبت عندما استخدموا طرفا على حساب طرف اخر كما استخدموا ورقة ما تسمى بحقوق الانسان ضد سلمان بن ابراهيم وغيرها من الأوراق، هم يريدون رجلهم الأوروبي ويعلمون بان تشتيت أصوات اسيا ستخدم مرشحهم في ظل عدم الوفاق العربي هذا ما حدث قبل بدء جولة الحسم الثانية وأيضا كما حدث مع طيب الذكر بن همام تذكرونها جيدا، وبكل صراحة تمسكوا بكل الاشكال بمنع عربي او مسلم بان يجلس على كرسي الرئاسة وهذه معروفة لدى الجميع بس لو توحدنا هذه المرة لقلبنا الأوضاع رأسا على عقب وغيرنا هذا المفهوم!
** كفيت ووفيت بوعيسى فقد قدمت درسا مدانيا وكسبت احترام العالم خلال مشاركتك المشرفة في انتخابات رئاسة «الفيفا»، حيث شرفتنا كعرب في أقوى انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تعتبر الأقوى والاسخن والأطول على وجه الكرة الارضية وهذه المشاركة المشرفة تستحق التهنئة وإن لم تُتوج بالفوز فهي أظهرت للجميع ثقة الاتحادات الدولية بأبناء الخليج العربي في قدرتهم على قيادة كرة القدم العالمية نحو مزيد من التطوير فيما تصرفه المنطقة على نشر وتطوير اللعبة بل المساهمة في استضافة برامج البطولات العالمية والمؤتمرات الدولية المتعلقة ببرامج الفيفا.
** برغم حزني الا انني سعيد وأشعر بالفخر بما حققه الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في انتخابات «الفيفا»، فقد كان خير من يمثلنا في هذا المحفل الرياضي العالمي وكان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى رئاسة هذا التجمع الكروي العالمي ويكفيه فخرا انه كان ندا قويا لمنافسيه في الانتخابات وحتى خسارته شكلت إنجازا بالنجاحات والإنجازات، والمكتسبات التي حققها لكرة القدم المحلية والآسيوية والدولية تجعله مؤهلا لقيادة أي موقع رياضي فقد تمكن في فترة وجيزة من النهوض بالكرة الآسيوية عبر رئاسته للاتحاد الآسيوي لكرة القدم ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بتطوير مختلف مكونات اللعبة على كافة الأصعدة فقد تعامل بذكاء وحنكة.
** ما لفت انتباهي هو الغائب الحاضر فقد اختفى من الانتخابات السويسري جوزيف بلاتر الذي بسط نفوذه الواسع على مقاليد الجمعية العمومية حتى جاءنا جياني الرئيس التاسع وهو الرجل الثامن من القارة العجوز والذي نأمل على يديه إصلاح إمبراطورية كرة القدم فقد فاز وأصبحنا جميعا مطالبين بان نقف مع الرجل في تنفيذ الرؤية الجديدة للمؤسسة العالمية وإعادة هيبة الفيفا التي أطاحها الفساد..
والله من وراء القصد