كنت أتابع ثلاث مباريات مهمة جدًا على طريق رسم بطل الليغا والبوندسليغا والبريميرليج، والأهمية تأتي بمعزل عن مطاردة الاندية الاخرى، اي بما يمكن تسميته (تحقيق الذات والالقاب اعتمادا على الذات دون انتظار هداية او مفاجآت الآخرين)، يمكن بالنسبة للباريين ميونيخ الالماني وتشيلسي الانكليزي والبرشا الاسباني تنطبق عليهم هذه الحال، فاذا ما استمروا بتحقيق الفوز وحصد النقاط المتبقية فانهم سيفوزون بلا توقعات او تأثيرات نتائج المطاردين، فغوادرويلا المبتعد بعشر نقاط عن أقرب منافسيه، خاض مباراة قوية جدا امام هوفنهايم الذي يصارع من اجل الحياة والبقاء وهو بأمس الحاجة لاي نقطة، وهنا تكمن الصعوبة برغم فارق الامكانات بين الفريقين، وقد بدت عزيمة الهوفنهايم حاضرة وأحرجوا الباريين برغم تقدمهم بهدف لم يكن كافيا او مطمئنا امام منافس ظهر عنيدًا قريبًا من هدف الالماني، الذي بدا قلقا حتى سجل مولر هدفًا قاتلاً انهى به آمال المنافسين، ليقترب الباريين من درع الليغا بصورة قريبة جدا من التتويج، فيما تمكن هازاد من تسجيل هدف بمرمى المان يونايتد ليقرب امال مدربه مورينهو ولاعبيه بالفوز بدرع الدوري، الذي وان لم يحسم بعد، الا ان بعد الفوز على المان يمكن لمورينهو ان يخطط باريحية للحفاظ على فارق النقاط والتتويج بدرع البريمرليج الذي لم يبدُ قريبا كما هو عاليه الان بالنسبة لتشيلسي بهذه المرحلة..
البرشا بدا صورة محيرة مقلقة امام فلنسيا العنيد الذي كان الاقرب والافضل امام برشلونة في الكامب نو، خصوصا بالشوط الاول الذي لم يشكل هدف سوايرز السريع اي نقطة تحول تخدم البرشا بقدر ما كانت عاملا محفزا لتواصل هجمات وضغط وسيطرة فالنسيا المذهلة، التي اكدت بان البرشا ليس ذلك الفريق المرعب خصوصا بخطي وسطه ودفاعاته المهلهلة، فيما اثبتت نظرية الضغط بانها مهمة جدا وتضعف الخصوم وتربكهم شريطة ان تستغل الفرص وتسجل الاهداف وان يوزع الجهد لان الضغط لا يمكن ان يستمر بذات الوتيرة طوال تسعين دقيقة بمهمة شبه مستحيلة وتعتمد على تكتيكات المنافسين، وهذا ما وقع به مدرب فالنسيا، فيما نجح به غواردولا الذي تنفس الصعداء بانتهاء الشوط الاول ورتب أوراقه بشكل صحيح، ليكون الوضع افضل حتى حسمها مسي بالوقت القاتل، ليعلن عن فتح الابواب والافاق واسعة وان كانت تعتريها بعض القلاقل المتوقعة للبرسا بالتتويج اعتمادا على قدراته، اذا ما نجح بتحقيق النقاط وعدم الالتفات الى الوراء، شريطة ان يتعلم لوس انريكي من اخطاء سلفه ماريتينو تاتا الذي اضاع الليغا وكان في متناول يده، فإن أخطاء المدربين أكثر خطرًا من أخطاء لاعبيهم.