بعد أن لاحظنا غياب كثير من أعضاء مجالس إدارات بعض الاندية على مواكبة مسيرة أنديتها بسبب ثقل ما عليها من مشاكل وخاصة الديون المتراكمة من سنوات ووصل الحد إلى أن بعض المدربين واللاعبين لم يستلموا استحقاقاتهم منذ سنوات وهي موثقة، نقول طالما هو عمل تطوعي نجد أحيانا أن كثيرًا من أعضاء مجالس الادارة يتمسك بأضعف الإيمان وأبغض الحلال وان ينسحب بنفسه في منأى عن مخاض كبير ومعركة مع الواقع الصعب .. لكن نقول أيهما أفضل أن تنسحب بخفي حنين أم تكتب ما يملي عليك ضميرك من معوقات وتقدمها إلى الاعلام وتكتب رأيك فيها وما تقترحه من علاج ومن ثم تبري ساحتك وتتحتفظ بحقك المعنوي حتى يكون لك خط رجعة ويسجل موقف لك.. الجميع يعلم أن الوضع المالي هو السبب في كل هذه المشاكل لكن هل المسألة المالية هي المشكلة الوحيدة أم هناك أمور أخرى لا تقل أهمية عن المادة؟.. نعم اكيد هناك دوافع واسباب قد تتجاوز في مضمونها الحالة المادية وهي سوء التصرف بالمال العام وإذا قلنا الجهل وعدم الخبرة فنعتقد أنّ هذا ليس مبررا فتراكم الخبرة للأصحاب القرار في الاندية عريق وزد على ذلك كثير منهم من يعمل أو يمتلك مؤسسات مالية أو يعمل في مؤسسات وقطاع مالي حكومي أم قطاع خاص ويستطيع بخبرته تقنين الريع الذي ينساب من الدولة وبعض المشاريع الاستثمارية للأندية بحكمة... كما أن هناك مسألة اخرى مهمة وهي عملية الاحتراف التي نزلت كابوس على كثير من الأندية وتحملت من جراء طلبها لهذا الإتجاه مخاض عسير جعلها تتخبط بين الواقع المادي المرير وبين سندانة الجهل في مفهوم الاحتراف ومطرقة الاحتراف التي لا ترحم وليس لها في الواقع إلا الصدى وفي ظل مستوى فني غير مستقر وخاصة كرة القدم على العكس من باقي الألعاب التي سجلت للبحرين واقع يفتخر به مثل لعبة كرة اليد التي لو فتحت لها الأبواب على مصراعيه في عملية الاحتراف الصحيح لوجدنا كل لاعبي منتخب البحرين الممتازين متوزعين في عموم أندية المنطقة ولا ابالغ أن أقول في دول متقدمة وكذلك لعبة الكرة الطائرة التي لها ثقل جماهيري كبير وإتحاد الكرة الطائرة اتحاد رصين جدا ويمتلك القرار العربي، أما لعبة كرة السلة فإن اتحادها جيد ولديهم كفاءات التي لديها خبرة كبيرة في هذه اللعبة وكذلك نجومها نجوم مع قلة أنديتها وصالاتها لكن تأفل بسرعة وجماهيرها كبيرة وشعبيتها تتزايد وهي أيضا مظلومة ماديا وكذلك لعبة الدراجات الهوائية التي وصلت إلى مستويات متقدمة خليجيا وآسيويا لكنها تراجعت ولا نعلم سر هذا التراجع عسى أن لايكون ماديا أيضا نقول يجب أن يأخذ كل مجلس إدارة وقت مستقطع يكفيه لملمة الجراح ومن ثم التداوي ومن ثم وضع أسس عقلانية وحكيمة تتلائم مع الواقع ويراجع حساباته ويتجاوز السلبيات ويضع برنامجا جديدا ويقدم هذا البرنامج كل حسب مرجعه... ونلتمس من القيادة الرياضية الرشيدة أن تعمل جاهدة على إطفاء هذه الديون ولتبدأ صفحة جديدة للرياضة في مملكة البحرين وفق برنامج محكم لا يضع المؤسسات الرياضية تحت آفة الدين القاتل... مملكة البحرين بلد حضاري ومتحضر ولديه موقع مرموق في الساحة الدولية ويمتلك مقرات لهيئات إعلامية وإتحادات رياضية قارية فلا بد أن تكون الأندية والاتحادات قوية ومتماسكة ورصينة تمثل هيبة الدولة المتحضرة.