منذ أن انتهت علاقتي بالرياضة الميدانية كإداري لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم واتجهت إلى الإعلام الرياضي عام 2005 وأنا أقف وقفة الحائر متى ما تم صراع بين ما يفرضه العقل ويستهويه القلب، والحقيقة والأمانة مازال ذلك الجدل يدور في خلدي بين فترة وأخرى، وعلى سبيل ذلك اليوم قلبي جداً متعاطف لأننا في صدد استضافة المنتخب الكولولمبي صاحب التصنيف الثالث على مستوى العالم، كما أنني في غاية السعادة على التفاعل الكبير الذي لازم هذه الاستضافة، فالترويج لهذه المباراة بالفعل كان ترويجاً يستحق عليه الثناء والشكر، كما أن للمباراة أهمية كبيرة بالنسبة لذكر اسم البحرين في الصحف العالمية لما يمثله المنتخب الكولومبي في التصنيف الدولي.
كل ما ذكره قادني له قلبي، أما عقلي له حكاية جداً مختلفة، فكيف لنا اليوم أن نستضيف منتخباً يصنف الثالث على مستوى العالم ونحن موقعنا من التصنيف 104؟ وهل تلك المباراة التي ستكون استعراضية أكثر منها استعدادية لمشوار منتخبنا القادم؟، ولطالما المباراة لا تخضع للتصنيف الدولي، ولا أنها استعدادية لمنتخبنا الوطني إذاً ما الفائدة المرجوة من تلك المباراة ومنتخبنا يمر بظروف سيئة للغاية بعد خروجنا خالي الوفاض من بطولتي كأس الخليج والبطولة الآسيوية؟!.
كما أن هناك سؤالاً وجيهاً جداً وهو هل اليوم ما ينقص منتخبنا الوطني هو اللعب مع المصنف الثالث على العالم؟ اننا سنلعب المباراة بمدرب مؤقت وهو المدرب الأخ العزيز مرجان عيد ومن غير مساعد له والذي تم تحديد صلاحيته لقيادة منتخبنا الوطني لمباراتين وديتين فقط، أفليس من الأحرى البحث عن مدرب أو الثبات على مرجان متى ما كانت هناك قناعة بعمله؟! وهل يعقل أننا سنلعب مباراة مع المصنف الثالث على العالم وتليها بأربعة أيام نلعب مع المنتخب الفلبيني؟ في الوقت نفسه نرى أن جميع المنتخبات الأخرى وسوف تستفيد من أيام الفيفا.
هنا يبدأ الصراع ما بين القلب والعقل، ولكنني لست من مؤيدي الذهاب وراء القلب لأنه أحياناً يجعلنا نغيب الكثير من الحقائق لذلك أعتقد أن كفة العقل هي التي انتصرت بالنسبة لي هذه المرة، وللحديث بقية طالما في العمر بقية.