من المعروف أن سوق المقاصيص الشعبي يتجمع فيه الكثير من الباعة على اختلاف فئاتهم، أعمارهم، مستوياتهم، أخلاقهم، تنشئتهم، وعوامل تربيتهم، فالبائعون بصرف النظر عن مدى خبرتهم أو علمهم بأحوال السوق فالمهم عندهم تصريف البضاعة بأغلى الأثمان وتسهيل عملية الشراء تارة بالإغراء وتارة بالتحايل على المشترى وفي نهاية الأمر البائع يرى مصلحته فوق كل اعتبار متناسين مسألة الغش التجاري ومسألة الحلال والحرام بالنسبة للمشتري، وهم من يتحكمون بزمام أمور السوق ويديرونه حسب قوانينهم الخاصة غير مكترثين بالعواقب.
للأسف الشديد هذا حال عدد من أنديتنا المحلية على المستوى الإداري التي يكثر فيها من هم على شاكلة «باعة سوق المقاصيص» الذين لا خبرة لديهم ولا شهادة أكاديمية تخصصية بمجال الإدارة الرياضية كل ما في الأمر هم عبارة عن أشخاص هواة خرجوا من أزقة الأحياء الشعبية بسطاء جعلوا من أنفسهم جهابذه في العمل الإداري مع الظن أنهم أفضل من غيرهم بكثير بسبب وصولهم لهذه المناصب بالطرق التي يعرفونها وفي بعض الأوقات الحظ يلعب دوره في تقلد هؤلاء للمناصب، فهم يفتقرون لأبسط أبجديات العمل الإداري المهني والأسلوب الأخلاقي مما ينعكس بطريقة سلبية على القرارات وأسلوب العمل، هم لا يكترثون للنتائج بل فقط همهم الوحيد هو الحفاظ على مناصبهم وإدارة الأمور بالطريقة التي تحلو لهم، والهم الأكبر هو امتلاك زمام الأمور والسيطرة عليها لأنهم يجدون في هذه المناصب وتلك السيطرة تفريغ عن النقص النفسي الذي يعانون منه.
الجانب المخيف والمظلم في الموضوع أن هؤلاء البشر يتلونون ويتحولون على كل هيئة ولون كما تتلون الحرباء مع تغيّر الجو، والطامة الكبرى أن هؤلاء الباعة دائماً ما يترجمون أهدافهم على حساب جنود مجهولين – أن صح التعبير - يعملون بصمت صادق وضمير حي من دون استخدام لغة باعة سوق المقاصيص، والفرق بين الباعة والجنود هو عامل اللسان المعسول وإجادة فن الدعاية والإعلان عن أنفسهم لتحطيم همم الجنود المجهولين وللوصول إلى المناصب.
خاص جداً: يقول شكسبير «لا ترى كل ما تراه عينك و لا تسمع كل ما تسمعه أذنك»،
كثير من قياداتنا الرياضية ينخدعون بمثل هؤلاء الباعة لأنهم لا يدركون مدى خطورتهم إلا بعد وقت طويل من الوقوع في الخطأ والسقوط بهاوية الفشل.