العشاء

7:35PM

المزيد
  • الفجر
    5:10AM
  • الظهر
    11:37AM
  • العصر
    3:08PM
  • المغرب
    6:05PM
  • العشاء
    7:35PM

إيران وانتهاكات حقوق الإنسان

صلاح الجودر
القنوات الفضائية، ومراكز التواصل الإجتماعي التي أصمت آذاننا بدعاوى حقوق الإنسان في سوريا والعراق واليمن لم نسمعها يوماً تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران رغم التجاوزات الكثيرة والممنهجة لتصفية خصومها السياسيين، فالتقارير التي تنشرها مراكز حقوق الإنسان تتحدث عن الانتهاكات الإيرانية التي بلغت عصور الظلام في أوروبا حين تم تدشين محاكم التفتيش!. قبل أيام قليلة (25 يونية الماضي) تم في إيران تصفية المعتقل السياسي حمزة ناروئي عن عمر ناهز 23 عاماً، وقد مورست ضده صنوف من التعذيب الوحشي، ففي سجن مدينة زاهدان المركزي تمت تصفيته لإسكات صوته المناهض للنظام الدكتاتوري بإيران، وكان قبله قد تم تصفية شقيقه علي ناروئي بسجن مدينة أورومية، بل تمت تصفية الكثيرين من السجناء السياسيين البارزين ومنهم حبيب عباسي (40 سنة) وجابر صخراوي (30 عاماً)، وتعتبر هذه الجرائم حلقة بسيطة من مسلسل التصفيات والفظائع التي يمارسها النظام الإيراني ضد خصومه السياسيين. التصفيات الجسدية التي يمارسها النظام السياسي في إيران لم تقف منذ بداية الثورة الإيرانية، فقد قام النظام الإيراني بتصفية خصومه السياسيين الذين شاركوا في عملية الانقلاب على شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي آثر الرحيل الأبدي في 17 يناير 1979م، فمنذ ذلك التاريخ والحكومة الإيرانية تنتهك حقوق الإنسان ضد خصومها، وقد أخذت وتيرة القمع والتعذيب والإعدام أبعاداً واسعة حسن كشفت على إثرها بطلان دعاوى الاعتدال والوسطية وحرية الكلمة، فرغم المؤتمرات والندوات التي تسعى فيها إيران إلى تلميع صورتها إلا أن الحقائق والأرقام تتحدث عن استياء كبير من النظام القائم هناك، ولعل الأحداث التي تشهدها المنطقة، العراق وسوريا ولبنان واليمن، لأكبر دليل على الدور الذي تقوم به الحكومة الإيرانية لتغير هوية المنطقة ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2004م. لازال السجناء السياسيين في إيران اليوم يتعرضون لأبشع الممارسات، ومن السجناء لطيف حسني ورضا شهابي الذين دخلا الإضراب عن الطعام من أشهر بسبب عدم احترام إنسانيتهم كمعتقلين سياسيين، المؤسف أن النظام الإيراني يتحدى المجتمع الدولي بتجاوزه كل الأعراف، وما المشهد الدموي بالعراقي إلا دليل صارخ على الانتهاكات التي يرتكبها النظام الإيراني، فأصابع إيران حاضره في كل الجرائم الإرهابية، وقد صرح الجنرال جورج كيسي القائد العام للقوات الأمريكية في تجمع ضخم للمعارضة الإيرانية في باريس عن تجربته في العراق (2004-2007م): (إن إيران تسعى لأن تكون في العراق حكومة موالية لها، وفي المقابل أن تفشل الإدارة الأمريكية من تشكيل حكومة ائتلاف وطني)، وهذا ما تحقق حين استلم نوري المالكي زمام الحكومة العراقي التي عززت النفس الطائفي في الشعب العراقي، ودفعت لخروج المليشيات الإرهابية لتحقيق الحلم الأمريكي (تقسيم العراق)!. من هنا فإن الحكومة الإيرانية التي تنتهك حقوق الإنسان لم تكتفِ فقط بانتهاكها في ساحاتها، ولكن في المنطقة العربية حين استغلت الوهم الكبير (الربيع العربي) للترويج عن مشروعها (تصدير الثورة)، لذا يطالب الشعب الإيراني برحيل النظام الذي أصبح داعماً لقوى الإرهاب والتطرف، وما تنظيمات حزب الدعوة العراقي وحزب الله اللبناني وتنظيم داعش إلا إحدى الأذرع التي تعيث في أرض العروبة الفساد، فهل يعي أبناء الأمة مسؤولياتهم أمام دولة مارقة مثل إيران!.
قراءة المزيد
النسخة الورقية