إن أجمل لحظات أفراح الطفولة في الرفاع، حين يجتمع أهلها شرقا وغربا، على ضفتي الوادي، ليهبوا ( الحية بية ) التي أنبتوها وأثمروها بأناملهم الغضة، لفرح اسمه عيد الأضحى ..
] ] ]
كلما ترتفع الرفاع بي، ينام القمر وتنام النجوم بجواري فوق سرير حوشنا المفتوح على سماء الله، هل كان أهل الرفاع مخلوقات كونية؟
] ] ]
في الرفاع أناس رائعون، يغادرك السقم والهم والنكد، بمجرد رؤيتك لهم وهم يبتسمون بود وحب في وجهك، آه ما أجملهم .. كانوا دواءنا إذا عز الدواء..
] ] ]
كم نجمة أحصينا في سماء الرفاع، وكم نجمة أحببنا وعشقنا فيها، وكم نجمة كرهناها، لأنها تشكلت على أيادينا ( ثواليل )، هل كنا ندرك حينها بأن هذه الثواليل نجوم ألفت أيادينا؟
] ] ]
ذات ليل حدثتني النجوم عن سر عشقها لسماء الرفاع، فقالت: إن ليل الرفاع كان في أصله فجرا، وعيوني خلقت من البنفسج..
] ] ]
كلما اقتربت من الرفاع، اقتربت أكثر من الهواء والشمس والسماء، وكما لو أن مدن وقرى البحرين، تتجه أنظارها كلها للرفاع إذا أعتمت مناطقها..
] ] ]
لطالما سألت نفسي في طفولتي: ما وظيفة المدفع المتحفي المجاور لقلعة الفاتح بالرفاع؟ هل كان منظارا نرى من خلاله أسرار الوادي؟ أم كان حارسا لأحلامنا فيه؟
] ] ]
آه .. كم كانت زهيرات الشتاء والربيع في وادي رفاعنا الخصيب، تشبه في بعض زهوها وألوانها، بعض الصبايا التي ألفتهن عيوننا وقلوبنا في الطفولة والصبا..
] ] ]
دعيني يا رفاع أنام اللحظة على حلم، تخيلته طفولتي غيمة سابحة، فكانت وسادة له وسجادة ترتحل به من أدنى واديه إلى أعلى قوافيه..
] ] ]
للرفاع نكهة الكمأ ( الفقع ) في موسم الوسمي في الشتاء، ونداوة الزهر البري في الربيع، وخشخشة الذهب في وريقات الخريف، وعذوبة الحنيني في موسم الصيف..
] ] ]
كانت ( المرازيم ) في رفاعنا القديمة الأصيلة، أوكارا واستراحات وأوان، لولائم الحمام في مواسم الشتاء والربيع، وأعشاشا دافئة لصغارها في الخريف..
] ] ]
إذا كانت الشمس تشرق في الرفاع الشرقي وتغيب في الرفاع الغربي، فإن عين الحنينية، ملتقى الرفاعين وشريانهما الذي ترتوي من نبعه العذب الجهتان..