إن منافع الحرية تتشكل في إشاعة حرية حركتها.. والحياة كلها مناطة بروعة حركة الحرية في الناس وخارج الناس في التاريخ والجغرافيا وخارج التاريخ والجغرافيا «مجازًا»، ومعلوم أن منافع الحرية تتجدد في التاريخ والجغرافيا ولا منافع للحرية خارج هذا التاريخ والجغرافيا، فالحرية تحرك التاريخ في الجغرافيا وتحرك الجغرافيا في التاريخ، والحرية كلما كبرت عمرًا في حركة أزمنة التاريخ، والجغرافيا كلما تناضجت فكرًا في حركة مسعاها حتى أصبحنا نُداري خشيتها (...)، وقد وصلتُ إلى نتيجة ان مشاكل الناس لا تُحل إلا بالحرية (...)، فالحرية إذا تمكنت في الناس تمكن الناس بحل مشاكلهم بالحرية (...)، وكلما خطرت الحرية على البال خطر فولتير على البال قائلاً: «إيه أيتها الحرية كم من الجرائم ارتكبت باسمك»، وتصبح الحرية مسألة اشكال لدى الطاغية الذي راح يُلوح بها آناء الليل واطراف النهار على رفيف «حريتها» بين الناس في المجتمع (...)، فالحرية تأخذ بيد الطاغية عبثًا إلى حيث يدري أو لا يدري إلى الدكتاتورية (!).
فالحرية إذا اصبحت وهمًا عند الطاغية يهبها من يشاء ويحجبها عمن يشاء (...).
إن مثقف السلطة يُدرك أكثر من غيره شأن الحرية في المجتمع إلا انه يغض الطرف تجاه شأنها بين الناس... كأن الحرية لا تعني إلا الطاغية وحده الذي يتوهم أنه يُسير المجتمع بها (...) دون أن يُدرك مثقف السلطة أن الحرية تبطل حريتها بين الأيدي «الكريمة» للطاغية (...)، فالطاغية يرى أنه سيد الحريات في المجتمع يُعطيها من يشاء ويحجبها عمن يشاء (!).
هكذا «الحرية» في نسبيتها وليس في مطلقها: مثقف السلطة يتقلب لغوًا بالحرية ضمن مشيئة السلطان (...) وفي وقت «بليد» لا يرى مثقف السلطة الحرية إلا عند عتبة قصر السلطان (...) تُريدون الحرية تعالوا نتحدث عنها عند منازل صُحف السلطان (!).
أفيق من نومي صباحًا وأسأل «نعيمة» عن الأخبار كل الأخبار يُمكن أن نسأل عنها إلا أخبار الحرية في الناس وعند الناس (...)، فالحرية لم تُصبح طي الناس في أجهزة وسائل الإعلام عند الناس إنها طي من يحكم الناس يُصبح حاكم الحرية عند الناس وفي الناس (...). تقول (نعيمة) أنت لم تكن أنت هذا الصباح أنت (...) من أنت (...) تغير سؤال الإنسان في الحرية لا يعني تغير سؤال الإنسان في الإنسان (!).
أسألُ وما أكثر ما أسأل هذه الأيام.. أسأل عن الحرية كأني فقدت الدرب... تقول (نعيمة) أنت تفقد الدرب... أنت لا تفقد الدرب منذ أن عرفنا هذا الدرب الجميل... أصبحنا لا نفقد الدرب (...) إذا تأملتُ الحرية أكثر فأكثر فأكثر (...) يُمكن أن تفقد الدرب... الدرب لا يُفقد بالحرية الدرب يُفقد خارج الحرية... وكلما حل طارئ الحرية حلت عندي مقولة فولتير العظيم: إيه أيتها الحرية كم من الجرائم ارتكبت باسمك (!) سؤال أحد حكام العرب (...) أنت تُفكر في ماذا قال: أفكر في الحرية وتذكرت فولتير ايضًا (!).