يقول من واشنطن في جريدة الشرق الاوسط (محمد علي صالح) كل الامريكيين يلوذون بجلال الدين الرومي وقد بلغ الاهتمام باعمال جلال الدين الرومي شاعر الحب الصوفي ذروته في الولايات المتحدة بعد بروز نجم دونالد ترمت وتوليه الرئاسة أخيرا وقد تساءلت صحيفة «واشنطن بوست» أليس مدهشا ان تصير قصائد الرومي فيلسوف القرن الثالث عشر المسلم المتسالم اكثر القصائد مبيعا في الولايات المتحدة مع ظهور نجم ترمب؟ اذا عاد الرومي حيا سيرى ان الامريكيين لايكادون يتوقعون عن قراءة قصائده ونشرها رغم ان ترمب يتحدث عن ترحيل المسلمين من امريكا ومنعهم من دخولها... وبدورها كتبت صحيفة «لوس انجليس تايمز» مثل عمر الخيام صارت قصائد الرومي الروحية مفضلة في الاعراس واحتفالات البلوغ ودفن الموتى ها هو ضباب أمام اعيننا يعيدنا الى عصر الاسلام الذهبي أما صحيفة «شيكاغو تربيون» فكتبت تعليقا تقول فيه اذا عاد ادوارد سعيد سيسخر كعادته من برجوازيتنا التي جعلتنا نفتن بقصائد اسلامية من قبل 700 عام نشرت هذه التعليقات بمناسبة صدور كتاب (سر الرومي) حياة شاعر الحب الصوفي الذي كتبه (براد غوش) استاذ اللغة الانجليزية في جامعة باترسون ولاية نيوجرسي.
أتفقد الملاحظة في تزمين بعض الصحف الامريكية في وصول ترمب الى سدة حكم الولايات المتحدة الامريكية في علاقتيها الايجابية والسلبية فاجد ان اللوذ الى شعر جلال الدين الرومي على حد تعبير (محمد علي صالح) من واشنطن في جريدة الشرق الاوسط اللندنية المبهج في اشعاره تجليا في وجدانية نبش الحب المدفون في انسانية الانسان وهو ما يتجلى عشقًا مبهجًا في آلة الناي عزفا مؤثرا وصولا الى الله وفق ما يتجلى وجدانيًا بإشارات اعجاز روحانية ربانية والتلفع بخواص انجذاب الروح الى روح الله والذوبان فيه حتى الفناء(!)
واحسب ان الشعر ووحدانية بهجة وفرح وما راح يتدافع في الصحف الامريكية في تناول أشعار جلال الدين الرومي في تزامن وصول ترمب الى الحكم ما يعني بهجة آخر (...) وسوءة آخر (...) واحسب ان جمالية اشعار جلال الدين الرومي اكثر ما تجلت روعتها تجلت جمالية عشق وجداني متألق في مدينة (قونية) التي تكونت من جمالية طبيعية ومن نزيف عشق روح الطبيعة في طبيعة عشق الانسان «القوني» المشفوعة روحه بجمالية شعر ومشاعر قوافي تتقلب في وجد حريق الشعر في الحياة وقد ذكرت في كتابي (في حضرة جلال الدين الرومي) ان «قونية» هي نزيف مدينة عشق يتسامى شمسا جللا بين شمس الدين التبريزي ومولانا جلال الدين الرومي وهي مدينة تغط في غسق العشق بين المحبين والمحبات العاشقين والعاشقات والعاصين والعاصيات والتائهين والتائهات والتائبين والتائبات وهي زاخرة بحركة واسعة من رجال فقه وعلم دين ومريدين نجباء يتنفسون روح القرآن في اريج وروده وعبق ازاهيره أدبًا وفقهًا وشعرًا وعلم كلام وتفسير... وكان القرآن عندهم ادب معاناة وزهد عبادة في دار الدنيا ونعيمًا وحور عين في دار الآخرة!!
قونية بهجة ارض ملونة بالورود الفواحة التي تتراقص زهوا في جمال طبيعتها وكانت النسائم العليلة الناعسة تداعب أغصان اشجارها الداكنة في خضرتها الضاربة الجذور حتى الاعماق في تراب وردي فواح بعطر الطبيعة وعطر النساء في عشق الحرية في الحياة (!)