منذ خمس سنين أو يزيدون والجميع يتابع فعاليات (سوق البسطة) التي تقام كل عام مع بداية فصل الشتاء والربيع، وهي الفعاليات التي تتمثل فيها الطاقات البحرينية الشابة التي ما أن تتاح لها الفرصة حتى تثبت قدرتها على تنظيم مثل تلك الفعاليات، والمشاركة فيها بقوة.
تلبية لدعوة خاصة من بعض المشاركين في (سوق البسطة) حضرت تلك الفعالية التي تنظم في حلبة سباق السيارات (الفورمولا 1) بالمحافظة الجنوبية، وقد هالني ما شاهدت من تنظيم رائع واستقبال حافل، فالابتسامة والترحيب على وجوه المنظمين والمشاركين، والحضور الجماهيري الكبير من مختلف دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية التي جاءت خصيصًا لهذه الفعالية كانت الداعم الرئيس للفعالية، وشارك فيها الأهالي مع أبنائهم في أيام الجمعة والسبت التي تقام فيها تلك الفعالية، فقد شملت الفعالية عملية البيع للمأكولات البحرينية والألعاب الترفيهية وبعض الأعمال اليدوية التراثية، ويستهدف المشروع دعم الأسر المنتجة والمؤسسات الصغيرة، فالبحرنة في (سوق البسطة) 100%، وهو شبيه بسوق المزارعين الذين يقام في المحافظة الشمالية كل يوم سبت لعرض المنتوجات البحرينية من الخضروات والفواكه بايدي بحرينية خالصة.
إن من أجمل الأنشطة في (سوق البسطة) هي الفنون الشعبية المشاركة التي جعلت جوًا من البهجة والمرح، ومنها فرقة شباب الحد التي تقدم فن الصوت وفن الفجري الذي يرتبط بمهنة البحر وصيد اللؤلؤ، بالاضافة الى فرقة محمد بن فارس للفنون الشعبية، وهي الفرقة التي تحيي حفلاتها مساء كل خميس في بيت محمد بن فارس بمدينة المحرق، ومشاركة (الليوة) الشعبية، ومما أشعل فعاليات (سوق البسطة) مشاركة (البشتختة) البحرينية بإدارة الفنان المتميز دائمًا ناصر السعدون.
إن فعاليات (سوق البسطة) في رؤيتها وأهدافها تسعى لتعزيز الهوية البحرينية، وإعادة الحرف القديمة التي كادت ان تندثر، فقد استطاع الشباب البحريني بطموحه ان يحافظ عليها ويقدمها في صورتها الحقيقة، وقد تمثل ذلك في الحكايات والقصص والحزاوي التراثية والأمثال الشعبية، والألعاب الشعبية القديمة التي لم يعاصرها شباب اليوم مثل: الكيرم والشطرنج والدامة ولعبة السكينة الخاصة بالبنات، بل وتضمن (سوق البسطة) على إقامة (سوق الحراج) لبيع سلع المشاركين بالسوق بطريقة شعبية بسيطة، وبأسعار زهيدة.
إن تلك الفعاليات تعتبر متنفسًا جيدًا للمواطنين والوافدين والزائرين، لذا استمرارها ودعمها ينشأ جيلاً يعتمد عليه، فقد حقق الشباب البحرين الكثير من الإنجازات والمكاسب، وما (سوق البسطة) إلا نموذج لذلك الطموح، نتمنى الوقوف معه فهو حاضنة جيدة للمشاريع الصغيرة.