لم يتوقع المراقبون ولا الشعب الأمريكي أن يصل مستوى الحملات الانتخابية أو مستوى المناظرات بين المترشحين هيلاري وترامب هذا المستوى المتدني من حيث الأسلوب واللغة والمواضيع الشخصية المخجلة التي راح المترشحان يتبادلانها بطريقة المراهقين المشردين.
أبدًا لم يتوقع العالم هذا «الردح» على منصة المناظرات وأمام الكاميرات وعلى الشاشات الفضائية العالمية التي فجعت بهذا المستوى لمترشحين يسعيان للوصول الى البيت الأبيض الذي مرّ به روزفلت ولنكولن، ويتسابق لدخوله ترامب بلغته التي صدمت العالم، وهيلاري التي انساقت معه لنبش السيرة الذاتية ونشر الغسيل بطريقة مجلات وصحف الاثارة التي تعتبر من صحف الشوارع الخلفية هناك، فكيف وقع في اسلوبها مترشحان لرئاسة دولة «تحكم العالم»، فهل ستحكمه بمثل ترامب وهيلاري اللذين أدارا حملاتهما ومناظراتهما بأسلوب «بلاي بوي»!!؟؟
ماذا أبقيتم للعالم النامي «الثالث سابقاً»؟؟ ضحكتم على أسلوب الرئيس الفلبيني حين شتم أوباما بأسلوبه الخاص، وفتحتم الفضاء أمام شعوب العالم ليضحك على هذا الأسلوب الأمريكي المبتكر في إدارة الحملات الانتخابية لأهم منصب في أمريكا بل ربما في العالم.
هيبة أمريكا تراجعت بشكل غير مسبوق في عهد أوباما. فعمل خلال 8 سنوات على تراجعها بشكل مخجل أفقدها آخر ورقة هيبة كانت لها في العالم، فهل جاءت هيلاري «الديمقراطية» لتكمل المشوار؟ أم جاء ترامب «الجمهوري» ليجهز على شيء كان اسمه «هيبة امريكا»؟؟ لا ندري بالضبط من المستفيد من كل هذا الذي جرى في عهد اوباما، ويبشر به عهد ترامب أو عهد هيلاري، فبداية «القصيدة كفر» والكتاب يُقرأ من عنوانه، فما هذه العناوين التي قرأها العالم في عهد القادمين الجديدين؟؟
بغض النظر عن من سيصل ومن سيحكم ويرأس وإن كانت المؤشرات واضحة، فلم تعد شعوب العالم معنية بشخص من سيصل ومن سيرأس إذا كان بهذا المستوى الذي ألقى وراء ظهره بكل الملفات العالمية الساخنة، واهتم بالملفات الشخصية جداً والخاصة جداً بمنافسة ليفضح أحدهما الآخر في مسلسل فضائحي نقترح مع كل مناظرة منه ان توضع عبارة التحذير التقليدية «للكبار فقط»، حتى وان كان الكبار يأنفون الاستماع ومتابعة ما قيل وما نشر لمترشحين لرئاسة دولة فقدت هيبتها على أيدي رئيس «أوباما» فاقد لكل مؤهلات الرئاسة وعلى أيدي مترشحين مثل ترامب الذي لا يخجل من قول ما يعن له وان يفعل ما لا يفعل غيره، أو مثل هيلاري التي يكفي أن زوجها بيل كلينتون خرج بذكرى «الفستان الازرق»...!!
كلينتون «الزوج» الرئيس كذب تحت القسم في قضية اخلاقية شهيرة، وهيلاري الزوجة يومها رمته بأباجورة لم تصبه ثم عادت لتعانقه ثم ترشحت فانزلقت الى ميدان الردح، وترامب كذب خارج القسم فكيف إذا صار تحت القسم!!؟؟
وأمريكا تفقد كل يوم جزءاً مما كان لها من هيبة، ولعلكم تذكرون الحذاء الذي طار باتجاه بوش الابن، فعن أية هيبة ستبقى وأوباما يلاطف عمامة روحاني في نيويورك.
شيخوخة الحزبين «الديمقراطي والجمهوري» ليست محل جدال او خلاف، لكنه الشك يعتري المتابعين ان الزهايمر قد ضرب ضربته الأخيرة، فكان ما كان في المناظرات وفي الحملات.
إذن ليطوي الأمريكيون ملف هيبة أمريكا ويودعوا ملف الهيبة متحف الآثار في واشنطون، فذلك تاريخ مضى وانقضى، ولكل شيء نهاية، أفهكذا نهاية هيبة امريكا نشر الغسيل على حبل العالم!؟؟