... ولا حيطة في الوقوف بين موقفين (...) موقف يساري وموقف يميني موقف ظلامي وموقف تنويري موقف وطني وموقف طائفي: في معادلة شيء من هذا وشيء من ذاك إن في التوسط ميلا ولا توسط بدون ميل (...) والميل في حقيقته مُربكٌ للتوسط يتوسط الشيء اي يُمسك العصا من نصفها اي يماهي ميول موقفه في نصفها ان موقف التوسط موقف شائع لدى رموز جهات في السلطة وخارج جهات السلطة وهو موقف غير موثوق به من طرفيه وكل طرف يستغله نفاقاً دون ان يثق فيه (!)
التوسط اي اخذ الموقف وسطا بين الظلام والنور بين الخبيث والطيب في وضع يُصبح فيه بالضرورة النور مغشوشاً بالظلام ويصبح فيه الخبيث طيب والطيب خبيث (...) التوسط فيه خداع لذات الطرفين الى جانب خداع النفس (!)
والا اننا غير معنيين بذلك إننا من دعاة فصل الدين عن السياسة.. وهو ما يرفضه الاسلام السياسي رفضا عقائديا وايمانيا لا مساومة عليه وفق نظرية «سند الدين السياسة وسند السياسة الدين».
ويتجلى موقف التوسط شاخصاً في الحكومة المصرية فيما يأخذ منه الاسلام السياسي رئة يتنفس من خلالها مناهضة حركة التنوير ورموزها الوطنيين الذين يناهضون قوى الظلام والتخلف في الجمهورية المصرية من فلول الاخوان والسلفيين المتطرفين وكلهم ينادي سياسياً بالوسطية الدينية تكفيراً باطلا ضد العلمانية والمنادين باهمية حيثياتها التنويرية في النهوض بمصر والمصريين وتكريس انسانيّة المواطنة في الحياة (!)
التوسط اي اخذ الموقف وسطاً كما قلت بين الظلام والنور وبين الخبيث والطيب في وضع يُصبح فيه - بالضرورة - النور مغشوشاً بالظلام ويُصبح فيه الخبيث طيب والطيب خبيث فالتوسط فيه خداع لذات الطرفين اضافة لذات خداع النفس (!)
في مصر «الثورة» يتجلى موقف التوسط شامخًا في السيسي وفي حكومة السيسي في محاربة التطرف والظلام في الجهات الاخوانية وفي محاذرة الجهات السلفية المتطرفة فالاخوان والسلف المتطرف كلاهما في سلّة الظلام ضد سياسة النور والتنوير القاعدة الظلامية الصماء ضد حرية وتقدم الجمهورية المصرية في واقع سياسي توسطي أو وسطي يدفع الى سياسة الموت خارج سياسة الحياة...
ان حرية العقيدة حرية لا يمكن المساومة عليها في الدعوة لبناء الدولة المدنية التي من أهم أسسها قطع دابر السياسة من الدين وقطع دابر الدين من السياسة وفي حرية متكافلة فالمؤمن من حقه ان يستعرض افكار ما يؤمن به ويدافع عنه وعلى مستوى التكافؤ من الحرية للآخرين الذين لهم آراء اخرى في تاريخ مسار الحركة في التاريخ ان كم الأفواه وتقييد حركة النقد والنقد المضاد في الافكار واقع يجسد وضع اسس البناء للدولة المدنية لا يدّعي كائن من كان في الدولة المصرية في بناء الدولة المدنية المصرية وبعض شرفاء الدولة المدنية وبُناة افكار يدفع بهم المتطرفون الى السجون الوسطية هنا حيادية التجلي وهو الطريق الذي لا يؤدي الى بناء الدولة المدنية وإلاّ ما أدى الى دفع إسلام بحيري الابن البار للدولة المدنية والمكافح ضد التطرف والمتطرفين من اجل اشادتها الى السجن ضمن سياسة وسطية الموقف بين الظلاميين والتنويريين ولا الى تهديد وملاحقة نوال السعداوي وفاطمة ناعوت وسيد القمني في محاكمتهم بادعاءات المتطرفين.
ان حملة تضامن مصرية وعربية وعالمية تأخذ تضامنها مع سيد القمني الذي يتعجّل الاخوان والسلفيون المتطرفون والخمينيون الى دفعه الى السجن والانتقام من مواقفه التنويرية لتتوحد كل القوى التنويرية على وجه الارض في صرخة تضامنّية واحدة: أُيّها التكفيريون القتلة ارفعوا ايديكم عن التنويرين المصريين المتمثلين في نوال السعداوي وفاطمة ناعوت وسيد القمني وخلافهم من المصريين الأباة في رفع راية التحرير والتنوير(!)