نمـاذج من سيــاســة العبـث
وقد فقدت الجماعات التي تسمي نفسها ب«بالمعارضة» ما يمكن لها ان تشاغب عليه اعلامياً وتثير ضجتها وتقوم بحملاتها، فقدت لجأت وقد ضاقت بها السُبل إلى سياسة العبث السياسي والاعلامي، وهو وان كان بغريب أو جديد عليها ولكنه اصبح محل سخرية المواطنين وتندرهم.
فقد اكتشف الجميع هنا وربما في الخارج ايضاً ان الدخول معها في حوارات وسجالات جادة حول ما تدعيه هو نوع من العبث الذي تسعى إلى جرّ وسحب الجميع إلى دائرته بحثاً عن مزيد من الضجيج والصخب الاعلامي الذي توظفه اعلامياً لتردح عليه قنواتها ومواقعها وبالعالمب الايرانية.
وهي الآن تعبث في الفراغ الضيق الذي تدور فيه عبر مأزقها العام ولعله نوع من التنفيس من اختناقاتها تتضاعف معه ازمتها الذاتية حين لا تجد اثراً او ردات فعل لعبثها.
فكل يوم تعبث بموضوع وتفتعل منه اقضية كبرىب لا تجد لها صدىً في الداخل على الاطلاق، ونستطيع ان نلاحظ هنا انها وبمناسبة بدء العام الدراسي الجديد واهتمام الاسرة البحرينية كالعادة ببدء هذا الموسم الدراسي فإنها دخلت على الخط بعبث صاخب صارخ وجندت له كل اذرعتها وواجهاتها وفي المقدمة منها ما يسمى زوراً وبهتاناً ببالجمعيات الحقوقيةب التي تبحث عن دور عبثي هي الأخرى.
فها هو امركز البحرين لحقوق الانسان ينتقد حرمان 240 طالباً معتقلاً من مقاعد الدراسةب كما جاء في العنوان العبثي الآخر لمرآة الوفاق التي اتخذت من الخارج مقراً لها.
والعبث بالأرقام ااكتشاف جديدب تلهو به الجماعة دون تدقيق ودون مراجعة ودون تحسّب.. مع اننا لو افترضنا جدلاً ان الرقم صحيح فمن المسؤول بالاساس وبالاصل عن ضياع مستقبل هؤلاء ومن الذي زج بهم في طريق التخريب ودروب حرق المدارس والعبث بمحتوياتها طوال شهور وشهور؟؟ ومن الذي اطلق على أعمالهم صفة االبطولةب؟؟.
مرةً أخرى لا نريد الانجرار إلى دائرة العبث في السجال معهم ولكننا نقدم مثالاً لمن يقتل القتيل ثم يمشي في جنازته يلطم وينوح ويشق الجيوب.. فيا سبحان الله من هكذا ااوادمب.
العبث بالمواضيع والنفخ فيها ليس شطارة سياسية ولا علاقة له بالدهاء السياسي لاحراج الخصم عندما يصبح العبث بضاعة يومية متكررة واستهلاكية بل وتغدو بضاعتهم مملةً وممجوجة في الوسط الاجتماعي العام.
وليس ببعيد عن الاذهان ما اسموه ببالمساجد المهدمةب حيث استهلكوا االسالفةب بشكل عبثي زاد عن حده فانقلب إلى ضده وبات موضوعاً مستفرغاً من الأهداف التي خططوا لها ولم يصلوها فوقفوا عند النقطة التي بدأوا منها يعيدون ويزيدون وكبيرهم ميثم السلمان الذي وجد في الموضوع فرصته السانحة للظهور على شاشات فضائياتهم ما زال يعبث بأسلوب التهويل والمبالغة فيما اسماه ببالاضطهاد الدينيب وهو عنوان لا يمكن يُسوّق محلياً أو عالمياً عن البحرين بالذات وبالتخصيص فهي المعروفة تاريخياً بتسامحها الديني وتعايشها مع مختلف الاديان والمذاهب فعلى من تعزف مزاميرك يا ميثم.
مشكلتهم انهم جميعاً انساقوا واندمجوا في هذا العبث السياسي دون محاولة جادة منهم لقراءة مردوداته وآثاره على ادائهم وعلى وضعهم وعلى مصداقيتهم حتى عند المتعاطفين والمنحازين لهم في الداخل والخارج، وليس أدل على ذلك من التحشيد العبثي الذي يصرخون به اعلامياً وفي الميديا والمواقع فيما لا يترك أثراً يذكر عند اربعهمب.
لقد افتعلوا مأساة تراجيدية في فصول ومشاهد ميلودراميا باكية على محراب مسجد الشيخ عزيز ثم جاء القول الفصل في بيان الأوقاف الجعفرية ليصمتوا خجلاً من كل ما أثاروه ونفخوا فيه في تراجيديا العبث وصاروا موضع تندر الناس.
لقد تنافسوا في اختلاق وافتعال قضايا عبثية لا أساس لها ضمن تنافسهم المحموم في البحث عن دور بعد ان انتهت اللعبة بالخيبة الموعودة وبدلاً من الانسحاب إلى الظل والعتمة ااخترعواب اللعبة العبثية هذه لعلها تبقيهم في المشهد الذي أسدل ستاره ومازالوا يظنون انهم موجودون..!!.