لا شك أن التمرين العسكري المشترك بين جمهورية مصر العربية والبحرين والذي يحمل شعار (حمد1) يأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، فمصر والبحرين تربطهما علاقات قديمة لانتمائهم العروبي القائم على العقيدة واللغة والتاريخ والمصالح المشتركة، وقد تعززت تلك العلاقة في الأيام الأخيرة بفضل جهود جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة برئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي بعد أن أطلت رؤوس الفتنة بالمنطقة لإِشاعة الفتنة والمحنة وأصبح من الضروري العمل المشترك لمواجهة تلك التحديات.
لقد وصلت القطع البحرية وعدد من الطائرات المقاتلة المصرية إلى مياه الخليج العربي وبالتحديد في المياه الإقليمية للبحرين لإجراء المناورات العسكرية المشتركة في إطار دعم التعاون العسكري الثنائي بين البلدين وتعميق العلاقات الوثيقة بين الدول العربية لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة.
التمرين المشترك (حمد1) سيرفع من القدرات والإمكانات العسكرية لكلا البلدين في ظل الظروف والتطورات التي تتعرض لها المنطقة، خاصة وأن دور مصر في حفظ الأمن القومي للدول العربية كبير، والتاريخ يشهد لها بذلك، بل إن مصر هي حجر الزاوية في أمن واستقرار الدول العربية، فمصر لها دور ريادي في حماية الدول العربية، وقد بذل أبناء مصر الكثير في سبيل الدفاع عن قضايا الأمة والانتصار لأمنها واستقرارها.
إن استعداد البحرين ومصر لتدشين التمرين المشترك هو تأكيد على أن العمل المشترك هو أساس العلاقة بين الدول، فمصر لها دورها الريادي في استقرار الدول العربية، ودفع الأطماع التوسيعية عنها، خاصة التمدد الصفوي الإيراني، لذا من الضروري العمل لعودة العلاقات العربية العربية لمواجهة التحديات والاستفزازات، ولا يمكن ذلك إلا بالتضامن العربي.
إن التمارين العسكرية المشتركة بلا شك إحدى الوسائل لعمل عربي مشترك، كل ذلك في سبيل بناء منظومة دفاعية مشتركة، فما تتعرض له المنطقة من أعمال إرهاب وعنف وتدمير يدعو الدول العربية للعمل من أجل مستقبل أكثر أمناً واستقراراً، لا بد من بناء منظومة دفاعية مشتركة للتصدى للمشاريع التدميرية القادمة من مشروع الشرق الأوسط الجديد أو ما يعرف بالربيع العربي!!.
إن علاقة مصر بالدول العربية مشهود له على جميع الأصعدة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، فمصر دائماً وأبداً تعمل لأجل الدول العربية، وقد ضحت بالكثير من أجل وحدة الأمة العربية، فأمن الدول العربية هو أمن لمصر وقيادتها وشعبها، لذا لا بد من العمل لحفظ الأمن القومي وحماية الدول العربية، بل وإخراج الدول التي وقعت فريسة للمشروع الإيرايني التوسعي!.
إن التمرين المشترك (حمد1) في مياه الخليج العربي ليؤكد أن هناك مرحلة عربية جديدة تختلف عما كانت عليها قبل بداية عام 2011م، فما تتعرض له دول المنطقة من أعمال إرهابية وعنفية وإجرامية لن يتصدى لها إلا العمل العربي المشتركة، فالتمرين المشترك بين البلدين العربيين (البحرين ومصر) بداية مرحلة جديدة للتصدي للقوى الإرهابية والإجرامية المدعومة من قبل انظمة توسعية تدميرية، من هنا فإن هذا التمرين هو تغير جذري عن مستوى العلاقات وعودة للعمل العربي المشترك.