لقد كان للشباب النصيب الأكبر في مسيرتي البرلمانية ومنذ أن بدأت في النشاط الاجتماعي والسياسي حيث حرصت على أن أضع الشباب في مقدمة كل الأنشطة لأنهم مستقبل البحرين ومستقبل أي وطن وكان من الواجب على من يعي مصير أي أمة أن يبحث عن شبابها ويعرف منهم كيف يفكرون ويحاول أن يقوم بترشيد هذا الفكر ووضعه في المسار الصحيح رغم أنها مهمة صعبة وتحتاج إلى مجهودات كبيرة وجماعات اضغطب من كل اتجاه، سواء المنزل أو المدرسة أو النادي وكذلك وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وفي 24/8/2010 والذي تزامن مع شهر رمضان الفضيل في هذا العام، كان لي تصريح دعوت فيه الشباب البحريني إلى العمل للحفاظ على أمن الوطن والانخراط في أنشطة بناءة تعود بالنفع والفائدة على الجميع وقلت فيه أن أبناء الوطن الصالحين هم من يبنون الوطن ولا يتبعون المغرضين الذين يعملون في الظلام بغية التغرير بصناع مستقبل البحرين وزجهم في أعمال مرفوضة من قبل أبناء الوطن الواحد والتي لن تعود إلا بالوبال على من أسهموا وشاركوا فيها.
وناشدت عبر هذا التصريح جميع الفئات التي تقوم بأعمال خارجة عن القانون وعن تقاليد شعب البحرين الأصيل، بطاعة ولاة الأمر في المملكة، مؤكدا أن طاعة ولي الأمر واجبة على الجميع كونها أمرا إلهيا وتصب في النهاية لما يمثل مصلحة الوطن ومواطنيه، وأكدت أن أي بحريني لا يريد إلا أن تنعم بلده في أمن واستقرار يكرهه المغرضون ومن يريدون لتلك البلد أن تعيشه، وقد تزامن وقتها الكلام مع شهر رمضان الفضيل الذي دعانا فيه المولى عز وجل إلى الإكثار من التعبد وفعل الخيرات وتقديم أعمال البر والإحسان، لا أن يتسبب المسلم بالأذى لأخيه المسلم بكثرة الحرائق المفتعلة على الطرقات والشوارع والممتلكات العامة والخاصة التي يستفيد منها الأهالي وأبناء الوطن وما يسببه ذلك من عدم استقرار وهدم للبنية التحتية التي تحرص الدولة على أن توفرها للمواطنين كي يعيشوا حياة كريمة، وشددت على أن الاستمرار في هذا النهج سيمثل تراجعا في المكتسبات التي رعاها جلالة الملك حفظة الله وجعلت من البحرين مثلا يحتذى به بين جميع دول المنطقة.
ولعل هذا التصريح وتوقيته يعبر عن رأي سابق لما شهدته المملكة في العام التالي، وكان مثل جرس الإنذار لتلك الأحداث التي آلمت كل بحريني، والمتابع لتلك الأحداث وما جرى بعدها يجد أن الفاعل الرئيسي فيها عنصر الشباب والذي ربما يكون نسبته تناهز 100% من المشاركين في تلك الأحداث، ولذلك كان لي رأي منذ البداية ومازلت متمسكا به، وهو أن الشباب سلاح ذو حدين وسلاح خطير وفعال يمكن أن تستخدمه الدولة في البناء ويمكن أن يستغله المغرضين في الهدم، ويبقى على الدولة أن تعي ذلك وتحاول بأقصى ما تملك من إمكانيات مادية وبشرية أن تستقطب هؤلاء الشباب.
ولعل المشهد السياسي العالمي الآن وما تشهده المنطقة من إرهاب اداعشب يمثل تجسيدا حقيقيا لما يمكن أن يمثله خطر إهمال الشباب وعقولهم، وعدم الاهتمام بفهم ما يجول في عقولهم من أفكار وإيجاد الحجج والأسانيد المقنعة لتوجيه تلك الأفكار في الاتجاه الصحيح، فقد أفاقت دول العالم على صاعقة وكارثة لم تكن في حسبان أي أحد، عندما وجدت دولا كثيرة سواء عربية أو أوروبية شبابها يهاجر ويترك كل سبل الراحة والرفاهية ليرتمي في أحضان اداعشب المنظمة التي لم يكن أحد يسمع عنها ولا تقارن حتى بتاريخ االقاعدةب التي نشأت منذ قرابة 20 عاما ومثلت المنهج الأساسي لفكر اداعشب لكنها لم تتمكن من استقطاب هذا الكم من الشباب مثلما فعلت داعش، ونرى الآن دولا تتخبط في محاولة لفهم ما يحدث لشبابها وكيف أثرت تلك المنظمة الإرهابية على تفكيرهم واستطاعت أن تجذبهم إليها طوعا لا كرها وأن تجعلهم يحلمون بالانضمام إليها وكأنها االحلم الأمريكيب الذي كنا نسمع عنه، ولم يحدث كل هذا بقوة السلاح أو أي قوة أخرى، ولكنها فقط قوة الإقناع والتأثير على العقول وهو ما تجاهلته تلك الدول ولم تفكر فيه لتجد نفسها بين ليلة وضحاها في أعقد مشكلة يواجهها العالم ولا يجد لها حلا.
لعل من أهم الأطروحات التي ناقشت من خلالها الشباب كركيزة لأي دولة تسعى للتقدم والتفوق على نظيراتها، هو ما جاء في كتاب افيصل فقيد الشبابب، وبناصر بن حمد.. قائد بالفطرةب، واللذين لامسا مرحلة الشباب لدى الشخصيتين، كنماذج في مجتمعنا يمكن الاقتداء بها في تربية جيل سيُحدث طوفان من الأفكار والأعمال والأحداث التي سيسجلها المستقبل لمملكة البحرين، ولكي يكون هذا الطوفان خيرا لا شرا، يجب أن ننتبه جميعا وأن نضع هذا السيل الجارف في مساره الصحيح وأن نستخدمه في الخير ونتحاشى شروره عن طريق احتضان هؤﻻء الشباب كل الشباب من كافة محافظات البحرين في برامج شبابية مستمرة سوف نتحدث عنها في مقاﻻت قادمة ان شاء الله.