تنطوي مواقع التواصل الاجتماعي على مخاطر تتطلب وعيا وحذرا عند استخدامها، وعدم التصرف بحذر ربما يؤدي إلى الكشف عن تفاصيل ومعلومات أكثر من اللازم من خلال الصور والمعلومات الشخصية وتحديثات الحالة والتعليقات، فربما تفشي هذه المنشورات مكان سكنك، عنوان عملك او مدرستك، ومتى تكون موجودا في المنزل او غائبا عنه. فيكفي السارق مثلا ان يرى عنوانك ورسالة صغيرة تقول «سنسافر غدا» ليعرف اين ومتى يقتحم المنزل.
ولتلافي ذلك يجب التعرف بدقة الى الخيارات التي تضبط اعدادات الخصوصية واستعمالها، والسماح فقط للأشخاص الذين تعرفهم وتثق بهم بالاطلاع على تحديثات الحالة ورؤية صورك.
وفي ظل زيادة معدل الوقت الذي نمضيه على وسائل التواصل الاجتماعي إثر النشاطات التي لا تعد ولا تحصى كالألعاب و الاختبارات والصفحات الموسيقية، ورؤية الصفحات الشخصية الخاصة بكل الاصدقاء تتحول هذه المواقع إلى دوامة تغرق فيها أكثر، وتزداد مخاطر كشف الخصوصية.
وفي جميع الاحوال، لا يجب السماح لأي كان من مواقع التواصل الاجتماعي، او اوجه الانترنت الاخرى، بأن تؤثر على الصداقات المفترض تنميتها مع الذين يعيش معهم تحت سقف واحد، فمن المثير للسخرية ان الانترنت تسهِّل التواصل بين الاقارب الذين تفصل بينهم المسافات، لكنها قد تباعد في الوقت ذاته بين سكان المنزل نفسه.
لكن يجب ألا يتعارض الحفاظ على الخصوصية مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز السمعة، وذلك لناحية نشر الصور المهمة والسيرة الذاتية ـ لكن مع الحفاظ على الاتزان، حيث أن كثيرا من مستخدمي الإعلام الاجتماعي يقولون امورا لا يتفوهون بها عادة، كما ان بعضهم لا يعي ان منشورا منفِّرا واحدا يمكن ان يشوِّه سمعته.
نصيحة ذهبية أخيرة وهي ضرورة اختيار الأصدقاء والمتابعين بعناية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن البعض يقبلون عشرات بل مئات طلبات الصداقة من اشخاص بالكاد يعرفونهم او لا يعرفونهم البتة، أما آخرون فيكتشفون ان بعض الافراد على حساباتهم ليسوا جيدين أبدا، وان افضل سياسة تنتهجها هي مصادقة اشخاص تجمع بينكم معرفة وعلاقة خارج الانترنت.