انها غزة، ذلك القطاع الجميل، لا أنساه ابداً، تلك المشاهد تتراءى امام عيني، وصوت البحر الابيض المتوسط يهمس في اذني.
هناك الفلسطينيون يتسامرون الحديث على هذا الشاطئ، يمرحون ويضحكون فرحين، إلا ان عيونهم تخبئ حديثاً ان الفرح لن يطول.
تمر ايام الضحكات وتنقلب الى صيحات، حين جاءت تلك البارجة لتقضي على اربعة اطفال وتحول البحر الابيض الى أحمر مصبوغ من دماء الأطفال.
لا أنسى وأنا أجلس مع صديقي «هشام» ذلك الشاب الفلسطيني الذي أخشى عليه ما أخشاه على ابناء وطنه، وهو الذي رزقه الله بابنة كفلقة القمر، حرسها الله بعينه.
ان اطفال غزة مختلفون، عيونهم ترقبك حين يعلمون انك من خارج قطاعهم أتيت لتتضامن معهم، لا انسى ذلك الطفل الذي أخذ يلحق بالدكتور مصطفى السيد وهو يتحدث في مدرسة بنتها مساعدات البحرين، وكأن عين هذا الطفل تقول هل سأتخرج من هذه المدرسة ام ان قذائفهم ستمنعني.
ماذا فعلت صواريخكم بغزة الجميلة؟ ركام من حجارة من قصف أرعن همجي.
لك الله يا غزة، لك الله من محتلين، ولك الله من متطرفين، ولك الله من كل شيء يمنعك حريتك وسعادتك.