عنوان مقال اليوم هو هاشتاق أطلقه مستخدمو مواقع إعلام اجتماعي إثر قرار رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب منع فيلم «حلاوة روح» للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي لـ «ما فيه من إيحاءات جنسية ولما تسبب فيه من إثارة لسخط جموع الشعب المصري».
الحملة التي استخدم فيها رواد الإعلام الاجتماعي هاشتاغ شكرا محلب للتعبير عن تأييدهم وشكرهم لقراره منع الفيلم وذهب البعض للمطالبة بمحاسبة المنتج السينمائي محمد السبكي على محتوى الفيلم، وقال أحد المستخدمين «أطالب بعقاب السبكي لتشغيله طفل في فيلمه وتعريضه للانحطاط بهذا الشكل المسف شكرا محلب».
لكن على المقلب الآخر شن عدد من الإعلاميين والصحفيين والفنانين والناشطين هجوما شرسا على محلب، مشيرين إلى أن تدخله لمنع الفيلم، بعد موافقة الرقابة عليه، يعد بداية لتدخل السلطة في كافة الأعمال الفنية.
منع أو إتاحة الفيلم ليس الموضوع الرئيسي هنا، وإنما تبيان المدى الذي أتاحته مواقع التواصل الاجتماعي أمام الناس للتعبير عن الاتجاهات، فسابقا كان البعض ينتحل شخصية ما على الانترنت ويدخل ويقرأ ما يعتقد أنه حرام أو ممنوع وربما يلجأ للتعليق أحيانا أسفل الموضوع، أما اليوم فأصبح الأمر أكثر وضوحا وانتشارا، وشجعت مواقع مثل تويتر وفيسبوك الناس على الكشف عن توجهاتهم الحقيقية وتشكل «لوبيات» تأييد أو ضغط عبر حملات تجمع أشخاصا من أقاصي الأرض لا يعرفون بعضهم بعضا ولا يجمعهم سوى الموقف من هذه القضية أو تلك.
الأكثر من ذلك أن أي قضية رأي عام، وبوجود مليارات مستخدمي مواقع الإعلام الاجتماعي، بات أمامها الآن فرصة للانتشار أكثر والوصول إلى شرائح مختلفة من الجمهور لتجذبهم لهذا الاتجاه أو ذاك، وهو ما حد من بشكل أو بآخر من سلطات وسائل الإعلام التقليدية على ترتيب أولويات قضايا الجمهور.
أنا لم أشاهد «حلاوة روح» ولا أعتقد أنني سأشاهده، لكن الضجة التي أثيرت حوله في وسائل الإعلام الاجتماعي تحديدا كوَّنت لدي فكرة عنه ومشاهد منه، ولولا هذه الضجة لتلاشى هو وسفاهته.