كثيرة هي الاديان والمذاهب على وجه الخليقة، وابناؤها مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس من أجل ان تبقى راية دياناتهم ومذاهبهم خفاقة، دون المساس بها، لذلك جاء الاعلان العالمي لحقوق الانسان متضمنا ان لكل شخص حرية التفكير والضمير والدين.
إن اعتناق الافكار والدين حق أصيل للإنسان لا يحق لأحد ان ينازعه فيه، وهو امتثال للأوامر الالهية التي أكدت انه «لا إكراه في الدين».
من يريد ان يعبد الله فليعبد الله، ومن يريد ان يسجد للبقر فليسجد لها، فكل لديه معتقداته الخاصة به ويدافع عنها، لا يجوز لي ولا لغيري ان يشهر السيف في وجه احد لأنه خالف دينه ومعتقده، كما هو الحال مع الفئات المنحرفة الضالة التي تسفك الدم والعرض لأنك لا تتبع ملتهم.
وأي ملة هذه التي تجيز لك ان تبطش بالناس وتلعب برؤوسهم الكرة لأنهم على غير ملتك، انها ملة ظاهرها وباطنها الفساد.
ان احترام الديانات أمر يتوافق مع المنطق والعقل والضمير، ولكن حين تلجأ هذه الديانة او الملل أو المذاهب الى العنف والايذاء والبطش فهي ليست محل احترام ولا تقدير.
اننا ابناء من يحمل القاعدة الاساس في العلاقة مع الاخر وهي ان الناس صنفان إما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، على هذه القاعدة نتعامل.
اما العنف والقتل فلا يحملها إلا من تنجس عقله وتلوث، وابتعد عن منهاج الصالحين، فاولئك لهم خزي في الدنيا ولهم عذاب السعير.