لفت انتباهي خلال موسم الحج الحالي مدى الاهتمام الواسع الذي حظيت به مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعثة الحج وأصحاب الحملات والحجاج أنفسهم وذويهم في البحرين.
كثير من حسابات انستغرام اكتسى باللون الأبيض، حتى ليخيل لي أنني لو جمعت الكم الهائل من الصور المنشورة في بعض الحسابات على شريط واحد ومررته بسرعة أمامي لحصلت على فيلم فيديو!. وأصبح حساب بعثة مملكة البحرين للحج على تويتر مصدرا ليس للناس فقط وإنما للصحف والتلفزيون أيضا، أما صور الخبر فيتم أخذها من حساب البعثة على انستغرام.
حملات الحج البحرينية بادرت من جانبها إلى تخصيص كادر من أعضائها لتدشين وإدارة حسابات لها في مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار وصور منتسبيها وتزويدهم بالتعليمات والإرشادات، وهم بدروهم حرصوا على متابعة هذه الحسابات أولا بأول كما يظهر من حجم التعليقات و»الهشاتاقات والمينشن»، ويمكن لمن يتابع أحد الحسابات ملاحظة أن كثيرا من الحجاج تلاقوا مع بعض عن طريق ذلك الحساب، واكتشفوا وهم في مكة المكرمة أنهم من فريج واحد يحجون سويةً!.
أيضا بادرت بعض الحملات إلى تدشين غروب واتس آب خاص فيها لهذه الغاية، ومنها من استفاد من موقع يوتيوب لرفع المحاضرات الإرشادية عن الحج بدل توزيعها على قرص ليزري، كما جرى تنظيم مسابقات لأفضل صورة على انستغرام.
لكن يجب القول في هذا الصدد إن تسخير وسائل التواصل الحديثة لخدمة مناسك الحج ليس جديدا، حيث جرت العادة مؤخرا على استخدام الرسائل النصية القصيرة للتواصل بين الحجاج والقائمين على الحملة لاتمام عملية الحلق والتقصير بعد رمي الجمرات مباشرة دون إبطاء، وكذلك مع المسلخ لاتمام عملية النحر. قبل كل موسم حج تعمل بعثة المملكة على تزويد الحجاج البحرينيين بكتيبات ونصائح عن أفضل الطرق لتأدية مناسك الحج بيسر وسلامة، فيما تعمل وزارة الصحة على عقد لقاء مع الحجاج لتوعيتهم بإجراءات الصحة والوقاية، فلماذا لا يتم عقد ندوة مع الحجاج لتدريبهم على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بالطريقة الأمثل خلال الحج؟ هل تبدو هذه فكرة غريبة؟ أليس من الممكن أن تحل انستغرام مستقبلا مكان الراية التي يرفعها راعي الحملة لتجميع الحجاج حوله؟