من يستطيع القبض ومحاكمة «نجم الليل» و»السهم الحارق» و»صاحيلكم»؟
إنها نماذج عن اسماء حسابات في تويتر وانستغرام وصفحات ومجموعات في فيسيبوك، ربما يقيم أصحابها بيننا لكنهم يجهدون أنفسهم في تخريب عيشتنا ومجتمعنا وأمننا عبر بث سموم الكراهية والطائفية والمذهبية وغيرها.
تجب محاسبتهم وربما سجنهم، ولكن كيف؟
معظم المشاركين في متلقى الإعلام الخليجي والأمن القومي في المنامة أمس أجموا على ضرورة عدم التعامل بالعقلية الأمنية مع هؤلاء المسيئين، وإنما عبر تطوير أساليب حديثة توازي التطور التقني لوسائل التواصل الاجتماعي.
الكلمة السحرية هنا «الازدراء»، فربما يبث صاحب أحد تلك الحسابات خبرا صحيحا أو أنه يتفرد بمعلومة حصرية حصل عليها بطريقة أو بأخرى، لكن المتلقي أصبح اليوم ذكيا بما يكفي ليميز بين الغث والسمين، وسرعان ما تفتر حرارة انجذابه الأول لذلك الحساب ثم يدعه يعوي فيما القافلة تسير.
لكن لا اعتقد أن الموقف من وسائل الإعلام الاجتماعي يجب أن يطغى عليه الحذر والسلبية، فهي بالنهاية وسائل اتصالات ومعلومات جاءت بعد وسائل أقدم مثل الصحيفة والتلفزيون والبث الفضائي، حالها كحال تلك الوسائل التي يمكن الاستفادة منها أيما استفادة.
هناك محاولات ومبادرات مباركة تسعى لنشر ثقافة الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام الاجتماعي تقودها جهات حكومية وخاصة، واعتقد أن الطريقة الأفضل هنا هي عرض قصص نجاح لأفراد تمكنوا من تطوير أنفسهم علميا أو اجتماعيا أو ماديا عبر تلك الوسائل.
وهنا تبدو الدولة التي يطمئن لها الجميع هي المرشح الأكبر لقيادة التغيير الإيجابي في استخدام تلك الوسائل عبر وضع استراتيجية وطنية طويلة الأمد والإخلاص في تنفيذها.
لا أعرف من صاحب الحكمة القائلة «إذا كنت لا تستطيع التصدي لقطار بيديك العاريتين اعمل على أن تجد لنفسك مكانا خلف مقوده».