كلمة من القلب
لحظة من فضلك..
لا أحد منا ينكر دور السادة أعضاء مجلسي الشورى والنواب في حل القضايا الاجتماعية التي هي همٌّ المواطن بالدرجة الأولى، وكما رأينا على أرض الواقع تم تحقيق العديد من الإنجازات على كافة الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، أهمها كانت مناقشة قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات وقانون معاشات التقاعد بالإضافة إلى قضايا ساخنة تمس المواطن بشكل مباشر.. كل تلك الجهود تصب في إناء واحد وهو المجهود الذي يقوم به هؤلاء حفاظاً على حاجات المواطنين وتحقيقها قدر الإمكان عبر الاجتماعات المطولة والمستمرة التي تطرح فيها عدة مشاريع.
من خلال اطلاعي على تجارب بعض الدول في كيفية انخراط المسؤولين في حياة المواطنين ومعايشتهم للأحداث اليومية التي يتعرضون لها، سلبية كانت أم إيجابية، وذلك بهدف تلمس حاجاتهم عن قرب، يمكنني القول إن لديهم أفكاراً ورؤى مكنتهم من الاقتراب أكثر فأكثر من بعض فئات المجتمع، ففي إحدى النشرات الإخبارية العربية تم عرض تقرير تم تصويره على مدى يوم كامل وفي منطقة بعيدة عن المدينة، يظهر فيه أحد المسؤولين الكبار وهو يقضي أوقاتاً ممتعة ومرحة مع عدد من طلبة إحدى المدارس التي تأوي ذوي الاحتياجات الخاصة وهم يقومون برحلة برية، يتناولون وجبة الغداء ويلعبون وسط الغابات ومع الحيوانات ويقومون بهوايات مختلفة مثل الصيد والرياضة..
لا بد أن تلك المشاهد تؤثر في نفوس جميع من يشاهدها فهي تلامس الجانب الإنساني لدى أي شخصية كانت سياسية أم اجتماعية، وتبيّن جوانب أخرى من شخصيات هؤلاء المسؤولين، وكأنما تقول لنا: (لحظة من فضلك، أنت أيضاً تستطيع مساعدتهم!)
ما أود التطرق إليه هنا هو أن جميعنا يمكنه فعل ذلك وليس بالضرورة أن يكون مسؤولاً ولا أحد الشخصيات المشهورة، ولكن نتمنى من السادة المسؤولين في البلاد التفكير بمثل هذه المبادرات الإنسانية التي تترك أثراً في نفوس هذه الفئة وغيرها من الفئات التي تحتاج إلى أقل قدر من الدعم المعنوي والدعم المادي أيضاً لدى فئات أخرى، وذلك بتكثيف الزيارات الميدانية لأي مواطن بحاجة إلى مدِّ يد العون له..