ومن ذكريات المدراس يأتي في الصف الثالث الابتدائي كتاب «مشاهد الطبيعة» من تأليف الأستاذ إسماعيل محمد إسماعيل أحد مفتشي العلوم في مملكة البحرين، والأستاذ عمر عبدالرحمن آل خليفة أحد مديري المدارس الابتدائية، ومراجعة الأستاذ أحمد العمران مدير المعارف سابقًا، وهذا الكتاب بداية تدريس العلوم في المرحلة الابتدائية، حيث يدرس الطالب الطيور الداجنة (الحمام والدجاج) وبعض الحيوانات (الأرنب والفئران) وصولاً إلى الاستنبات وغيرها، ويتخلل ذلك بعض القصص والأناشيد التي تؤكد على طباع تلك الحيوانات مثل نشيد (الفأر) «الفأر لا يخرج بالنهار. . . بل يختفي بداخل الأجحار. . . إلى آخر النشيدة»، وذلك تسهيلاً في إيصال المعرفة للطالب.
ولنا أن نذكر موضوع الاستنبات والذي يشارك الطلاب مشاركة فاعلة فيه من خلال احضار الأدوات (الصحن وكأس حبوب الشعير والقطن ودرنات البطاطس والبصل والفول والعدس والذرة)، إذ يقوم الطالب بوضع القطن في الصحن ويبلله بالماء ليضع عليه الحبوب، ومثل ذلك وضع البصل في الكأس المملوءة بالماء بحيث يغمر جزء منه بالماء ليترك في جهة أشعة الشمس القريبة من نافذة الصف، ومثل ذلك درنات البطاطس، ويقوم الطالب بملاحظة التطورات التي تحدث لهذه الحبوب أو البصل أو درنات البطاطس، ويسجلها في دفتر العلوم بهدف تعويد الطالب على الملاحظة وتسجيل التطورات التي تحدث لذلك.
ومثل ذلك يأتي موضوع الطيور إذ يطلب من الطالب حسب رغبته بإحضار تلك الطيور (الحمام والدجاج) كوسائل حية أمام الطالب ليقوم المعلم بالشرح الحسي للطلاب بهدف التمييز في الفروقات بين هذه الطيور.
وقد يتطور الأمر في بعض المدارس أن تُترك زاوية في فناء المدرسة لتربية الدواجن والحيوانات الأليفة ليُشاهدها الطالب ويلاحظ بنفسه كيفية تربية هذه الطيور، إذ يشارك في هذه الزاوية من خلال احضاره للطيور واطعامهم، وبعض المدارس تقوم بتخصيص أحد العاملين لتربية تلك الطيور ومتابعتها.
كل هذه الأمور تأتي تمهيدًا في التعمق بدراسة العلوم في صفوف أعلى، وإلى ذاكرة أخرى.