في أعوام السبعينات عندما كان خلوف عاملا في إحدى الشركات وكانت نوبته آخر الليل تفاجأ برجل دخل عليه في حجرة الاستراحة معرف نفسه بأنه موظف في إحدى الشركات التي تتعامل مع الشركة التي يعمل بها خلوف، وبعد السلام والترحيب دنا الضيف من خلوف وكأنه يريد أن يفاتحه بموضوع مهم، خلوف لا تمر عليه هذه الألاعيب يفهمها وهي طايرة! ويشعر بها من أول همسة! إلى أن بدأ الضيف بالتحدث قائلا: عزيزي أنا سمعت عنك الكثير من حسن خلق وإخلاص لأصدقائك، وأنت شديد المقاومة، والصبر والتحمل! ولك تجربة تستحق عليها من يريد أن يثق بك، ولذلك أنا بعد أن عرفت أن راتبك ضعيف رغبت أن اساعدك، وأن لا تحتاج لراتبك لأن ما سوف تحصل عليه سوف يغنيك عن راتبك، بل سيجعلك تمتلك ما تحلم به! خلوف ما زال يستمع ويقلب، ويعيد ما يسمعه مرة ثانية وكأنه يريد أن يسمعه مرة ثانية، إن ما سمعه سوف يقلب حياته، سيحوله من عامل إلى تاجر، ولكنه ما زال يسمع الأمنيات ولم يسمع ما هي المهام المطلوبة منه حتى تتحقق الأحلام!!
بعد انتظار وترقب، لم يستطع خلوف التحمل! فقال للضيف ما هو المطلوب؟ رد عليه: ببساطة الموضوع بسيط ولا يحتاج إلى بطولات أو مهارات أو قوة، وإنما القليل من الجرأة التي تتمتع بها أنت! رد عليه خلوف: لم افهم من كلامك شيئا! قال له الضيف: أنت تذهب إلى فرضة المحرق كل أسبوع مرتين لتفحص البترول الموجود في بطون المراكب، إذ إنك استطعت أن تكون علاقات متينة مع الشرطة إلى درجة استطعت أن تجعلهم لا يفتشونك في الدخول والخروج من الفرضة، رد عليه خلوف: هذا صحيح حتى أني آخذ معي في كل زيارة كتابا، وبسكويتا، ومرطبات، وأضعهم في حقيبة ولا يفتشني أحد من الشرطة! قال الضيف: هذا ما أريده منك فقط، كل ما أريده هو أنك سوف تقابل أحد البحارة وسوف يعطيك حقيبة وتستلمها من عنده وفي اليوم الثاني تسلمها لي! بعد أن أنهى الضيف كلامه عرف خلوف أن المسألة فيها حشيش، يعني تهريب، يعني مخاطرة، المهم بما أن خلوف منذ الصغر يحب الإثارة والمخاطرة، استحسن الفكرة، وقال لنفسه سوف أجربها مرة ومرتين ومن ثم أبتعد عنها، هذا ما استقر عليه خلوف أمام الضيف، ثم قال له أعطني ثلاثة أيام حتى أفكر بالموضوع ومن ثم أعطيك الموافقة النهائية. ذهب الضيف في حال سبيله، وأخذ خلوف يفكر ويقلب الموضوع يمينا يسارا ووجد نفسه بين نارين، نار لو تم القبض عليه لكن لا يخيفه السجن، ولكن ما يخيفه هو لو تم القبض عليه فسوف يسيء لسمعة ناديه الذي تربى في أحضانه، ولذلك رفض الغناء الفاحش، وتمسك بالشرف الذي تعلمه من أسس النادي العربي الذي كان أسطورة زمانه يهاب منه الصغير والكبير، ويحترمونه.