ستظل حاضرًا..
لن نقول لك وداعًا..
لأنك سوف تظل بيننا حاضرًا..
الشواهد كبيرة وكثيرة على وجودك بيننا..
وسنظل نلتف حولك في كل صباح، نستمع إلى كلماتك الدافئة في حب الوطن، وستظل روحك الطيّبة تجمعنا من كل مدينة وقرية.. ومن كل عائلة وطائفة وقبيلة..
وفي كل ركن من هذا الوطن سنجدك حاضرًا، فبك ومعك كبر هذا الوطن.. إنها سيرة رجل دولة فذ، ومسيرة وطن شكّلت ملحمة في العمل الوطني سيخلدها التاريخ، وستظل محفورة في الأذهان..
إنها سيرة «رجل وقيام دولة».. إنها سيرة رجل حمل بصدق وجدارة هموم هذا الوطن وآمال وطموحات شعبه في قلبه وعقله وروحه، منذ الصغر وحتى انتقل إلى جوار ربه..
لن نوفيك حقك بهذه الكلمات؛ لأنك جسّدت كل المعاني الراقية والجميلة في حب الوطن، نذرت نفسك من أجل خدمة هذا الوطن وشعبه، وتعلمنا منك كيف يكون حب الوطن، وبمآثرك الكبيرة ومواقفك المشهودة علمتنا كيف يكون العطاء والإخلاص للوطن الذي يجب أن لا يخضع للمناورة أو المساومة في شتى الأحوال والظروف..
لقد أعطيت وطنك المساحة والمكانة التي يستحقها بين دول العالم، ووقفت مدافعًا صلبًا عن كيان هذا الوطن ومكتسباته ومنجزاته، فصنعت مجدًا وكسبت احترام وتقدير كل دول العالم..
وإن ترحل عنا في هذه الأيام الصعبة، فإن الألم يتضاعف لدينا، فقد كنا نريد وداعًا يعبّر عما نكنّه لك من حب واحترام وتقدير، وأن نوفيك حقك جزاء ما بذلته من أجلنا ومن أجل هذا الوطن.
إن الألم يعتصر قلوبنا.. وفي كل بيت سنقيم لك دار عزاء.. نبكيك بحرقة.. ويبكيك كل الوطن..
خليفة بن سلمان آل خليفة.. ستظل حاضرًا، نستلهم منك الدروس والعبر في الدفاع عن هذا الوطن وحماية منجزاته ومكتسباته..
فنم قرير العين..