في خمسينات القرن الماضي كثرت الدراجات الهوائية السياكل، وبلغت ذروة كثرتها بداية الستينات، وكثر استعمالها عند الاطفال ونحن أولهم.
ففي الخمسينات كنت أحلم أن أملك «سيكل»، ولما كنت حينها قلت لأمي (ابغي سيكل)، وقالت لوالدي فقال لها ساخراً لا سأشتري له طيارة وكان يسخر من هذا. ولم يمضِ وقت قصير حتى اشترى لي أحسن سيكل في قرية الدير (59/ 60)، فصرت أطير من الفرح.
وصار أقراني ينظرون لي بعين وكلهم يؤشرون على تلك الدراجة الجميلة بثلاثين روبية، وكلهم يبغيها وبقيت لقرابة سنتين، ثم بعتها بعد أن شبعت منها ومن ملاحقاتهم بثلاثين روبية مرة أخرى.
كثرت الدراجات الهوائية في الديرة وصار الشباب يتطلعون لشراء الدراجات النارية (طقطاقية حسينوه)، وصارت أكثر من السيارات الى أن كثرت رخص قيادة السيارات، وصرنا في عداد الرجال، وصارت العقدة مرتفع العوضية وباب البحرين المليء بالناس، وهكذا الدنيا دواليك وانتهينا بالعكاكيز.