برغم الحزن وبرغم الجرح الذي طبع ايقاع حياتنا وصبغها باللون الرمادي فإن ومضات الامل تنبثق من هنا وهناك لتؤكد على بقاء الحياة مستمرة وليبقى قلب الوميض برغم قلب الظلمة الذي يقاوم انفراج الأمل برغم كل ذلك فإن الامل باق كلما تطلعنا في عيون الاطفال، كلما اشرقت سمات الابناء هذا الحبل الذي يربط بيننا وبين المستقبل. وإذا كنا قد خسرنا الكثير نحن آباء هذا الجيل.. فمحيط الامل معلق على جيل الابناء.. على جيل الاطفال الذين حملوا مع بداية هذا الصباح حقائبهم الصغيرة وبداخلها احلامهم وطموحاتهم الصغيرة هي الاخرى والتي لابد من ان تكبر وتنمو كفروع الاشجار التي تخرج منا لتعود الينا، حباً وعطاء. مع اشراقة هذا الصباح يبدأ عام دراسي جديد.. يبدأ ايقاع جديد ونظام يعود إلى قلب الحياة بريقها الذي فقدته مع كارثة الاجتياح الغاشم للكويت، ومع عودة الحياة الدراسية، يعود ابناؤنا وبناتنا الكويتيون جنباً إلى جنب مع ابنائنا في ايقاع من المحبة والتعاون والأمل ربما الجرح الذي تركته الكارثة علينا مايزال ينزف وربما الألم مايزال يعصرنا غير ان ابتسامة اطفالنا وأولادنا هم يزينون شوارعنا وطرقنا في هذا الصباح قد يعيد بعض الامل ويوقد وهج المستقبل المتمثل في وجوه هؤلاء الاطفال وهم يحملون حقبائهم الصغيرة واحلامهم التي ستكبر ذات يوم وستدفن هذا الجرح لتعيد للحياة نبضها. ليكن هذا الصباح بعودة الابناء إلى حياتهم الدراسية منطلقاً لنا في رؤية المستقبل وليكن ايقاع العام الدراسي الجديد بريقاً للأمل.. وكل عام دراسي والجميع بخير. الأيام.
9/24/1990 12:00:00 AM