لا خلاف على ان ما يجري الآن داخل العراق هو شأن داخلي يخص الشعب العراقي وحده دون غيره، فهو المسؤول اولا واخيرا عن شكل النظام المرتقب وتقدير مصيره بنسه، ولكن ما يعنينا هنا بالضبط هو وحدة العراق وتكريس حقيقة انتمائه العربي والاسلامي وعودته قويا ضمن اسرته العربية لصياغة أسس جديدة للمستقبل العربي. فنحن هنا وعلى الرغم مما جرته القيادة العراقية الحالية من ولات على المنطقة منذ الثاني من اغسطس الماضي، فقد كان لقيادتنا الحكيمة حسابات ثابتة مبنية على نظرة بعيدة لتطورات الموقف في المنطقة عموما، ويأتي في مقدمة ذلك تحقيق الامن والاستقرار وترسيمه ضمن مفاهيم جديدة ومن ذلك ما اعلنه سمو رئيس الوزراء خلال الشهر الماضي من ان البحرين يهمها في الدرجة الاولى ان يكون العراق موحدا وقويا قادرا على الدفاع عن نفسه، فليس من مصلحة احد في المنطقة والعالم العربي تجزئة العراق وتفتيته الى دويلات ليكون بؤرة توتر دائمة في المنطقة على غرار ما حصل للقطر اللبناني الشقيق. وخلال لقائه مع القيادات الاعلامية في البلاد أمس، أكد سمو رئيس الوزراء مجددا رفضه لتجزئة العراق وانه لابد من التعامل مع الاحداث الجارية حاليا في العراق وفق معايير دقيقة تضع في سلم اولوياتها مصلحة ابناء العراق داخليا ومصلحة الامة العربية. وان تعددت الاسماء لم يجر حاليا داخل العراق وأيا كان شكل القيادة العراقية القادمة فهذا شأن يخص الشعب العراقي وحده، ولكننا سننظر دائما وابدا الى هذه القيادة من خلال استعدادها لترجمة مبادئ حسن الجوار والتعاون البناء مع دول المنطقة على ارضية صلبة بعيدا عن أية اطماع مريضة واهواء فردية.
3/27/1991 12:00:00 AM