ـ استراحة الخميس ـ.
ـ نكتبها ـ كل أسبوع ـ في القضايا والمشاكل الأسرية والعاطفية.
ـ قضية هذا الأسبوع.
ـ حول ـ الزوج الطرطور ـ.
الزوج الذي «لا حول ولا قوة له» الذي تحركه زوجته ـ أم أولاده ـ أم كتاكيته ـ أم فروخه ـ فراخه ـ بالريموت كنترول! وبلغة الإشارة!
ـ أقول ـ لكم أعزائي ـ قراء كلامي ـ هذا ـ:
عندما حدثني هذا الزوج الطرطور ـ في جلسة معه على شاي نعناع ـ في مقهى ـ الصبر جميل ـ وبالطريقة المرتبكة غير المنظمة ـ وبثرثرة لا حدود لها ـ ثرثرة بمليارات الكلمات، وبأكثر من لغة ـ باللغتين العربية والانجليزية..
شعرت بأن هذا الزوج ـ المتصدع ـ الآيل للسقوط ـ في هذه الحالات الكارثية والمأساوية:
ـ أولاً: هذا زوج ربما لم يتكلم مع أحد منذ قرن من الزمان ـ منذ مائة سنة من الزمان!
ـ يعني ـ فمه ـ حلقه ـ حلجه ـ ولسانه ـ فقط ـ لأكل البلاليط! وليس للكلام!
ـ ثانيًا: بطريقته ـ هذه ـ في الكلام، وبقعدته ـ بجلسته ـ المرتعشة على الكرسي «كأنه عصفور مبلل»!
كل هذا ـ أشعرني ـ حقيقة ـ بأن في قلبه الصغير ـ صغير الحجم ـ زنة ـ 5 جرامات ـ أشعرني بأن في قلبه الصغير ـ هذا جرحًا كبيرًا قد يكون بمساحة قارة أستراليا!
ـ فماذا قال لي ـ اخوتي ـ هذا الزوج الطرطور الحزين الكئيب في جلستي معه؟ قال لي الآتي:
ـ أخي العزيز ـ العطاوي ـ بداية ـ شكرًا لك على دعوتك الكريمة لي لمشاركتك الجلسة على طاولة في هذا المقهى الرائع..
فأنت بعملك ـ الإنساني ـ هذا ـ لا مواخذة ـ أعطيتني ـ بالحقيقة ـ فرصة لفتح حلقي ـ حلجي ـ والكلام!
ـ فأنا ـ عفوًا ـ لا مواخذة ـ لم افتح ـ فمي ـ حلقي ـ حلجي ـ للكلام في هذا البيت ـ بيتنا ـ منذ وفاة الرئيس جمال عبدالناصر ـ كما أعتقد ـ!
فالكلام في بيتنا ـ ممنوع علي ـ محظور علي ـ بقرار غير مكتوب ـ من زوجتي ـ أم أولادي ـ الدكتاتورة، المستبدة، عاشقة السيطرة والهيمنة على الآخرين.
ـ أخي العزيز العطاوي ـ أقول لك فمي، حلقي ـ حلجي مغلق هنا في بيتنا بالشمع الأحمر ـ بأمر من ـ أم أولادي ـ المتغطرسة المتكبرة المتعالية..
لا أفتح هذا الفم ـ هذا الحلق ـ الحلج ـ في البيت إلا ـ فقط ـ لتناول ـ لأكل شوربة العدس!