الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هي محل تقدير وإكبار من جميع المسلمين في شتى بقاع العالم حيث تعمل المملكة على تسخير كل إمكاناتها وقدراتها المالية والمادية لخدمة الإسلام والمسلمين وتمكين حجاج بيت الله الحرام من تأدية فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة بكل يسر وتوفير أقصى درجات الراحة والأمان لهم.
أن النجاحات العظيمة التي حققتها المملكة هذا العام برغم الظروف المحيطة والإساءات ومحاولات تسييس الحج كانت مميزة بكل معنى الكلمة وقد شهد لها القاصي والداني وتحدثت عنها وكالات الأنباء وشبكات التلفزيون العالمية من خلال نقلها لشعائر الحج بالصوت والصورة وإشادتها بقدرة السعودية إدارة حشود تصل إلى المليونين وثلاثمائة ألف حاج في مساحة محددة لا تتجاوز بضعة كيلومترات وفي فترة زمنية لا تتجاوز عدة أيام.
وما كان ذلك ليتحقق لولا أن المملكة العربية السعودية عملت منذ فترة طويلة في إطار خطط وإستراتيجيات مدروسة بعيدة المدى لتطوير المشاعر المقدسة إضافة إلى الخدمات الجليلة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين وتوظيف أكثر من نصف مليون إنسان و30000 طبيب وممرض و25 مستشفى بسعة 5500 سرير والآلاف من العمال والموظفين لخدمة الحجاج منذ وصولهم إلى المملكة حتى مغادرتهم بعد أداء الفريضة.
أن هذه الإرادة القوية وهذا العزم من قبل خادم الحرمين الشريفين وإدراك الحكومة السعودية بدورها في حماية حجاج بيت الله الحرام وحمل هذه الأمانة العظيمة قد أفشلت كل محاولات بعض الأنظمة المعادية لإرباك موسم الحج وتسييسه وتوظيفه لغايات سياسية وإخراجه من إطاره الديني وهو الموسم الأكثر قداسة لدى المسلمين في كافة أرجاء المعمورة.
أن ما قدمته المملكة وما تقدمه من أعمال جليلة للإسلام والمسلمين محل تقدير الجميع ويعزز ثقة وتقدير العالم للمساعي التي تبذلها السعودية لتحقيق الأمن والإستقرار في منطقتنا والعالم، أسال الله العلي القدير أن يديم نعمة الأمن على المملكة وأن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين وأن يبارك جهوده لإكمال رسالته الكبرى في خدمة المملكة والمسلمين نحو التقدم والإزدهار والرقي.