كلما فتحت الجريدة أو «الواتس اب» تجد فيه خبرًا عن مترشح قد عزم على الترشح للانتخابات المقبلة، وهذا شيء طبيعي، أما غير الطبيعي هو ما يصرحون به ويوعدون به الناخب في حال فوزهم في الانتخابات.
فواحد يوعدهم ان تكون البحرين واحة خضراء تجذب السواح من جميع أقطار العالم ليتمتعوا بأجوائها الطبيعية من خضرة وحدائق وأنهار وشلالات اصطناعية تنافس الدول السياحية كتركيا ولندن، وآخر يقول إنه سيقضي على الحوادث المميتة، ويسن قانونًا في دائرته على ألا تتجاوز السرعة في دائرته أكثر من خمسين كيلومترا في الساعة، وواحد يحلم أو يخدع ناخبه بأنه سوف يضع برميل القمامة أمام منزله وعلى حسابه الخاص.
كل هذه التصريحات ما هي إلا حلم او منافسات بين الناخبين للفت أنظار الناخب بما سيقوم به مرشحهم الموعود بتحقيق أحلامهم التي ليس لها ما يبررها على ارض الواقع! ومن خلال متابعتي المتواضعة للمترشحين واستعراض برامجهم الموعودة، تذكرت المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبدالكريم الزياني في ملتقى مركز الأهلي حول (الإعلام وحرب الأكاذيب) ووضح لنا الشيء الكثير عن الإعلام الكاذب عندما ينوي أن ينتقم من نظام معين، أو يسوق ما يريد أن يسوقه في صالحه، وكم كنا مخدوعين من الإعلام الخارجي، حتى أن هناك رؤساء دول بلعوا طعم الاعلام العالمي المخادع ودفعوا ثمنه، (صدام مثالاً) عندما احتل الكويت واستباحها لجنوده!
بالتأكيد إننا لسنا بصدد حرب الأكاذيب، وانما بصدد المنافسة بين التصريحات التي يطلقها مترشحونا ليفوزوا بالانتخابات، حتى لو جاءت عن طريق الوعود التي يصعب تحقيقها! وهذا ما حصل في الدورات السابقة ممن وعد ناخبيه بأن يحقق لهم حلمهم، وذهبت الأحلام والأماني في مهب الريح!